عاشت المنطقة الساحلية لغزيرة خلال الأسبوع الجاري على إيقاع مهرجانها الفني والثقافي،في نسخته الأولى التي كللت بالنجاح والتي نظمت تحت شعار تثمين المؤهلات السياحية لإقليم سيدي إفني الفتي. ولم تدخر جمعية خليج سيدي إفني جهدا من أجل منح هذه الجماعة نشاطا فنيا من مستوى عال خلال هذه الفترة الصيفية والتي أدخلت البهجة على قلوب سكان المنطقة وأيضا الزوار الوطنيين والدوليين الذين يرتادون بأعداد كبيرة شواطئها الخلابة التي تعد مفخرة لهذا الربع من ربوع المملكة. وتضمن برنامج هذا المهرجان،الذي اختتمت فعالياته،اليوم الأربعاء،منافسات رياضية (كرة اليد وكرة القدم الشاطئية وركوب الأمواج والسباق على الطرق..) وحملات تحسيسية للمحافظة على البيئة والتحكم في سلوكيات الإنقاذ الأولي بالشواطئ،علاوة على سلسلة من الأنشطة الإبداعية لفائدة الأطفال. +جيل جيلالة وتاكدة يقدمان مقطوعات تعيد إلى الأذهان زمن الفن الجميل+ شكلت العروض التي قدمتها فرق رمزية رسخت الذاكرة الغنائية المغربية الشعبية من قبيل جيل جيلالة وتاكدة،أحد أقوى لحظات هذا الموعد الفني. وقدمت الفرقتان من على منصة توسطت فضاء شاطئ لغزيرة الواقع بين جبال آيت باعمران،والتي تتزامن مع ذكرى الاحتفال بعيد العرش المجيد،مقطوعات تنتصر لقيم الاعتزاز والافتخار بالوطن والتشبت الراسخ بمغربية الصحراء. وشدت هذه المجموعات الغنائية،التي طبعت مسار الأغنية المغربية منذ سنوات السبعينات،جمهورا غفيرا من مختلف الأعمار والذي ردد رفقتها مقاطع من أغاني "العيون عينيا" و"بغيت بلادي" وأيضا أشعارا وأغان لفرقة تاكدة،الوفية لتقاليدها الاحتفالية المحضة والتي تزاوج بين الموسيق والغناء والأداء المسرحي. وازداد تألق أمسيات هذا المهرجان ببروز العديد من الفرق الشابة المحلية التي تؤدي الأغنية العربية والأمازيغية والحسانية وأيضا الحضرية،على غرار فرقة سلمى للأغنية الحسانية وأسمغور وإفني فيزيون وأمجاد بولعلام وغيوان إفني وأيضا هيب هوب باند وسيستيم أندر/تان تان. وتميز مهرجان لغزيرة،المنظم بشراكة مع إقليم سيدي إفني،من جهة أخرى،بتكريم الحسين أشنكلي وهو من مواليد آيت باعمران،عرف بمساهمته في الأنشطة النفعية الموجهة لدعم،على الخصوص،التكوين والتأهيل المهني للشباب. وأكد أحمد لغدير لوكالة المغرب العربي للأنباء،في معرض تقديمه لحصيلة الدورة الأولى للمهرجان باسم جمعية خليج سيدي إفني أن هذا الحدث يتوخى "الإسهام المتواضع في مجهود التنشيط والتنمية الضرورية لمواكبة وإنجاح الأوراش التنموية السوسيو-اقتصادية التي انخرط فيها شباب إقليم سيدي إفني". وأكد أنه "في ذروة الاحتفال بعيد العرش المجيد لهذه السنة،توجد جماعة الغزيرة في مرحلة الربط بشبكة الكهرباء،كما أن الطريق المعبد التي تربطها بالطريق الوطنية توجد في مرحلة الإنجاز النهائية"،معتبرا أن هذه الإنجازات ستساهم في تحفيز جاذبية المنطقة،ليس فقط لدى الزوار ولكن أيضا لدى السياح. وتجدر الإشارة إلى أن شواطئ لغزيرة،التي تقع على بعد 10 كيلومترات عن شمال سيدي إفني،تعد من أفضل الشواطئ المتواجدة بجنوب المغرب وتشكل منطقة ذات مؤهلات سياحية قوية بهذا الإقليم الذي يتوفر على واجهة ساحلية يبلغ طولها 68 كلم ومميزات كفيلة ببروز سياحة بحرية وجبلية من مستوى عال.