أكد الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، اليوم الخميس بالرباط، أن الوزارة بصدد وضع مشروع وطني لمعالجة قضايا الجالية في شموليتها. وأكد السيد عامر، في لقاء مفتوح مع عدد من أفراد الجالية المغربية الشباب حول "انتظارات شباب الجالية المغربية المقيمة بالخارج ودورها الطلائعي في تنمية المغرب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، أن نجاح هذا المشروع رهين بالشراكة مع أفراد هذه الجالية. واستعرض السيد عامر خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار الاحتفال بالذكرى الحادية عشر لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، مقاربة الحكومة في تعاطيها مع القضايا التي تهم الجالية المغربية. وأبرز، في هذا الصدد، أن سياسة الحكومة تقوم على خمس مرتكزات تهم في المقام الأول موضوع الهوية من خلال توثيق الارتباط بالوطن عبر إحداث مراكز ثقافية تتيح عرضا ثقافيا مجددا يستجيب لحاجيات واقعية، إضافة إلى الجانب الاجتماعي عبر مساعدة الأشخاص الذي يعيشون وضعيات صعبة من قبيل المتقاعدين والمرأة والشباب. وتنبني سياسة الحكومة أيضا، يضيف السيد عامر، على المجال الحقوقي، حيث تعمل الوزارة على صيانة حقوق أفراد الجالية، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، فضلا عن تعبئة الكفاءات كركيزة أساسية تقوم بدورها على ثلاث مكونات تتمثل في تحديد هذه الكفاءات على مستوى بلدان الاستقبال، وتحديد المجالات التي يحتاج فيها المغرب لمثل هذه الكفاءات، ثم الربط بين الكفاءات المتواجدة في الخارج والقطاعات التي تظهر فيها حاجة إليها. ويتمثل المحور الخامس من السياسة الحكومية في ما يتعلق بقضايا الجالية في الاستثمار، حيث دعا الوزير الشباب إلى التفكير في جيل جديد من الاستثمارات، مشيرا، في هذا السياق، إلى إحداث صندوق دعم استثمارات المغاربة المقيمين في الخارج الذي يقدم، إَضافة إلى نسبة 25 في المائة من كلفة الاستثمار التي يؤمنها صاحب المشروع، نسبة 10 في المائة من الكلفة الإجمالية في حين تضمن الأبناك بقية التكاليف. وأكد أن مقاربة الحكومة في تعاطيها مع قضايا الجالية لم تعد ذات طابع موسمي، إذ تجاوزت مرحلة تركيز الاهتمام على عملية العبور، على اعتبار أن هذه القضايا تطرح رهانات كبيرة على الجالية نفسها وعلى كل من البلدان الأصلية وبلدان الاستقبال. واعتبر السيد عامر أن لقاء اليوم، الذي فتح المجال للشباب مغاربة العالم لطرح قضاياهم التي تنوعت بين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، يشكل مبادرة في هذا الورش الكبير، مستحضرا، في هذا الإطار، اللحظات التاريخية التي عاشها هؤلاء الشباب في مدينة إفران بمناسبة انعقاد المنتدى الأول للشباب المغاربة عبر العالم.