شكلت "وضعية الثقافة في القنيطرة" محور المائدة المستديرة التي نظمتها مؤخرا "جمعية منتدى الغرب لحماية المستهلك والبيئة"، بحضور ممثلي المجتمع المدني، وفنانين ومسؤولين عن القطاع الثقافي بالمدينة. وقد حاول المشاركون في هذا اللقاء تشخيص وضعية الثقافة بالمدينة واقتراح توصيات، كما تطرقوا إلى موضوع إغلاق ست قاعات سينمائية بالمدينة وغياب مسرح وقاعات للعرض، معتبرين أن المدينة في حاجة ملحة لمراكز ثقافية ومكتبات. وبالنسبة لرئيس مؤسسة "مشيش علمي" السيد مصطفى مشيش علمي، فإن الثقافة هي بمثابة ذوق وشعور وسلوك يتجسد في الهندسة والمدرسة والمتاحف والمكتبات ودور الشباب والمسارح، والمخيمات الصيفية. وأكد في هذا السياق على ضرورة تشجيع الفنانين والمثقفين وتحفيزهم على خلق دينامية كفيلة بتحقيق تنمية ثقافية واجتماعية واقتصادية والمشاركة في التجديد الثقافي بشكل مستمر. ومن جهتها، أبرزت المندوبة الجهوية للثقافة السيدة سعاد الرويجل أن الثقافة مجال يهم الجميع، مسؤولين ومجتمع مدني ومواطنين، مؤكدة أن الوضع الحالي للثقافة بالقنيطرة في تقدم مستمر. وأوضحت أن الثقافة هي استثمار في العنصر البشري يتعين ضمان استمراره، مضيفة أن وزارة الثقافة تعمل على أساس عقود برامج ومشاريع، كما نظمت سلسلة من اللقاءات حول مواضيع تهم الثقافة بغية تمكين الجميع، لاسيما المجتمع المدني من المشاركة في تحقيق التنمية الثقافية على الصعيد الوطني. وقالت إن هذه المائدة المستديرة تشكل مناسبة لفتح النقاش حول المسؤولية التي نتقاسمها جميعا من أجل بلورة رؤية جماعية للمساهمة في تطوير الثقافة بمدينة القنيطرة. وكان وفد من المستثمرين الإسبان الذي قام مؤخرا بزيارة القنيطرة من أجل استكشاف فرص الاستثمار في القطاع السياحي قد شدد على ضرورة تقييم التراث الثقافي والأخد بعين الاعتبار التوجه الثقافي في بلورة استراتيجية لتعزيز جاذبية وجهة هذه المدينة.