سجلت الموسيقى الشعبية المصرية حضورا لافتا، أمس الخميس بفضاء (ماجيك بارك) بسلا، خلال ثالث ليالي مهرجان "مراكب" في دورت الأولى تحت شعار "فرجة سلا .. أنغام وإيقاعات". وتمكن جمهور مدينة سلا من التعرف على غنى الموروث الثقافي المصري، من خلال العرض الذي أدته "فرقة النيل للموسيقى الشعبية" برئاسة الفنان عبد الرحمان الشافعي، مبرزة جمالية موسيقى مناطق جنوب مصر والدلتا والواحات التي تنهل من تفاصيل الحياة القروية البسيطة وتمثلات المخيال الشعبي المصري الغني والمتنوع. وتمكنت أعضاء الفرقة الشعبية من تحقيق تجاوب ملحوظ مع الجمهور الذي حج بكثافة لتتبع فقرات هذا الحفل، عبر تقديم وصلات غنائية مستوحاة من الموروث الشعبي المحلي ك "أنا عايز وداد قلبي" و"واحد بس" ويا أسمر يا حلو". وأبرز الفنان عبدالرحمان الشافعي رئيس "فرقة النيل للموسيقى الشعبية"، أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الفرقة في إحياء أمسيات فنية بالمغرب، معربا عن سعادته للإقبال الكبير الذي يبديه الجمهور للغناء الشعبي الأصيل. وأوضح السيد الشافعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "فرقة النيل للموسيقى الشعبية" تسعى من خلال هذا الحفل، إلى عرض فقرات من فنون الأداء الموسيقي والغنائي والحركي من صعيد مصر وواحاتها وسواحلها بكل ما تحمله من خصوبة وتنوع وتقاليد. وتعد "فرقة النيل للموسيقى الشعبية"، التي تأسست سنة 1985، من أقدم فرق الفنون الشعبية المصرية التي تعنى بتقديم الموروث الشعبي القديم. كما تألقت الأغنية المغربية العصرية خلال هذا الحفل، من خلال المشاركة البارزة للفنان محمد الغاوي الذي أتحف جمهور مدينة سلا بباقة من أغانيه ذائعة الصيت ك"الغربة" و"يا محمد"، فضلا عن تلك المقتطفة من الريبرتوار الغني للأغنية المشرقية ك"طلع البدر علينا". وأطربت الفنانة الشابة دنيا باطما، خريجة "استوديوم دوزيم" في نسخته الأخيرة بدورها، الجمهور من خلال أدائها المتميز لكشكول غنائي تضمن مختارات من السجل الحافل للأغنية المغربية ك"عطشانة" و"العود والناي". وتتواصل فعاليات المهرجان، الذي تنظمه إلى غاية 27 يوليوز الجاري، الجماعة الحضرية لسلا، بتنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية التي تضم إلى جانب السهرات الغنائية التي تعرف مشاركة مجموعة من الفنانين والفرق الغنائية الوطنية والدولية، وورشات للفن التشكيلي وعروض مسرحية ولقاءات فكرية، فضلا عن مسابقات رياضية متنوعة.