أكد الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة الثقافي الدولي السيد محمد بن عيسى، اليوم الإثنين بأصيلة، أن الثقافة لم تعد الحلقة المفقودة بالمطلق في العلاقات الدولية، بعدما أضحت الكثير من الدول تسعى إلى تجديد الحقل الدبلوماسي بضخ جرعات ثقافية قوية فيه. وأوضح السيد بن عيسى، في افتتاح ندوة "الدبلوماسية والثقافة" المبرمجة ضمن فعاليات الدورة ال`25 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، أن العديد من الدول التي تصغي إلى نبض العصر باتت تشعر بأن مجال الدبلوماسية سيضيق، مما جعلها تبادر إلى التفكير في بدائل موازية كالدبلوماسية الشعبية والسياحية والفنية والاستكشافية. وأضاف أن العولمة أفرزت فاعلين جددا، مؤثرين ومتدخلين في القرارات والسياسيات والكبرى، يتمثلون في قوى المجتمع المدني التي أدركت الرسالة النبيلة للثقافة في نشر قيم الإخاء والمساواة والعدالة والتعاون بين الشعوب والثقافات. وفي هذا الإطار، أشار السيد بن عيسى إلى الدور الذي يضطلع به موسم أصيلة الثقافي الدولي في التمهيد لأجواء التفاهم بين مختلف المشاركين فيه، مؤكدا أن الكثيرين من صناع القرار والمسؤولين ممن توالوا على منبر جامعة المعتمد بن عباد عادوا إلى بلدانهم بتصورات مغايرة ومعرفة أفضل من تلك التي كانوا يحملونها عن شعوب وحضارات وثقافات ومعتقدات بعينها. كما ذكر بالدعوة التي ما فتئت تطلقها هذه التظاهرة الثقافية السنوية، التي تجرأت على "اقتحام بحر العلاقات الدولية المضطرب"، والمتمثلة في تشييد علاقات متساوية متكافئة متكاملة بين دول الشمال والجنوب، "يتخلى فيها الأول عن مظاهر الهيمنة وثقافة الاستعلاء"، فيما يعمل الثاني على "التخلص من الأحكام المسبقة ومن الإحساس بالدونية والمجاهرة بحقوقه ومطالبه". يشار إلى أن هذه الندوة، التي تمتد أشغالها ليومين بمشاركة عدد من رجال السياسة والفكر والأدب من داخل المغرب وخارجه، ستنكب على تدارس ومناقشة ثلاثة مواضيع تهم "الدبلوماسية والتواصل بين الثقافات والشعوب"، و"الدبلوماسية وتعزيز ثقافة التسامح"، و"دور الدبلوماسية الثقافية في عالم متغير".