في كتابه الصادر عن (منشورات سليكي إخوان) (2009) بعنوان "في السينما العربية"، حاول السينمائي المغربي مومن السميحي التطرق للتراجع الذي يشهده الفن السابع في الوطن العربي، بعدما كان بالأمس في موقع الريادة. وفي تقديمه لهذا الكتاب، الذي شكل موضوع لقاء أمس الخميس بخريبكة في إطار فعاليات الدورة 13 لمهرجان السينما الإفريقية، أوضح السميحي أن السينما العربية كانت من أهم سينمات عبر العالم، قبل أن تفقد مكانتها المتميزة سواء من حيث نوعية ومواضيع الأفلام وكذا طريقة معالجتها. ولضمان تطوير مسار الثقافة العربية في مرحلة تاريخية تتسم بالحسم والدقة، ارتأى المخرج المغربي ضرورة عمل الشعوب العربية على إنتاج صور وأصوات تعكس ذاتها، بدل من الاكتفاء باستهلاك صور وأصوات الآخر ببرامجه ومسلسلاته وأفلامه. وأشار في هذا الإطار إلى أن الهدف من تأليف الكتاب يتمثل في تقديم " قراءة تحليلية تتخطى آثار كل الأفلام التي كثيرا ما تلذذت بمشاهدتها وزرعت في قلبي حب السينما ورغبة ممارستها (..) كما تبحث هذه القراءة عن تحديد مواقف واستراتيجيات واتجاهات وميادين العمل لخوض معركة الدفاع عن سينيمانا". وتمر هذه القراءة، يضيف السميحي، بثلاث مراحل يستقرئ في أولاها السينما العربية باعتبارها إحدى أهم سينمات العالم، ثم يحلل في الثانية أسباب التراجع، قبل أن يتطرق في الأخير للحلول التي من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها. وقد عمد الكاتب لهذا الغرض، إلى تقسيم كتابه الذي يقع في 140 صفحة من الحجم المتوسط، لثلاثة أقسام تهم "السينما العربية في مصر"، و"السينما في المغرب العربي"، و"السينما العربية.. فقط لا غير"، إضافة إلى ملحق بعنوان "واليوم". وقد تابع مومن السميحي، المزداد سنة 1945 بطنجة، دراساته العليا بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس قبل اشتغاله بالتدريس والصحافة وكمساعد بالتلفزة الفرنسية. وفي بداية التسعينات اهتم المبدع السينمائي السميحي بالأفلام الطويلة التي شهد لها بالجودة من قبيل "سيدة القاهرة" و"مع ماتيس في طنجة" (1993) و"وقائع مغربية" (1999)، كما بصم الفيلمين الطويلين "العايل" (2005) و"طفولة متمردة" (2008) بلمساته الفنية خلال العشرية الأولى من القرن ال21. يشار إلى أن دورة المهرجان لهذه السنة التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 17 يوليوز الجاري، خصصت حيزا مهما للكتب السينمائية من خلال برمجتها للقاءات تقديم وتوقيع عشر مؤلفات مغربية في هذا المجال.