أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، أن الذكرى ال53 لبناء طريق الوحدة تشكل مناسبة لتكريس قيم الوطنية والاحتفاء بالشباب المغربي الذي ساهم في بناء المغرب الحديث والديموقراطي. وقال السيد الكثيري، في لقاء نظم بهذه المناسبة اليوم الاثنين بجماعة زريزر (اقليم تاونات)، حضره عامل اقليم تاونات السيد محمد فتال وعدد من أعضاء أسرة المقاومة والمنتخبين وممثلو المجتمع المدني وشخصيات مدنية وعسكرية ، إن تشييد طريق الوحدة مثل مدرسة للوطنية ، مذكرا بأن هذا الورش الواسع الذي أطلقه غداة الاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، جمع (في الفترة من يوليوز إلى أكتوبر 1975) حوالي 12 ألف شاب مغربي ينحدرون من مختلف جهات المملكة، وفي مقدمتهم جلالة المغفور له الحسن الثاني، ولي العهد أنذاك. وأضاف أن المشاركة المكثفة لهؤلاء الشباب الوطنيين قدمت نموذجا رائعا لتعبئة المغاربة الذين نجحوا في رفع تحد تاريخي مبرهنين عن قيم التفاني والوطنية والتعلق بالقيم المقدسة للأمة. وذكر السيد الكثيري أيضا بالخطوط العريضة للخطاب الذي وجهه جلالة المغفور له محمد الخامس يوم 15 يونيو 1957 بمراكش والذي أكد فيه أن ورش طريق الوحدة يندرج في اطار الاوراش الكبرى التي تقرر اطلاقها لتوطيد الوحدة بين شمال وجنوب المملكة. كما أبرز أن المغرب دخل في صميم مرحلة جديدة يطبعها اطلاق أوراش كبرى ترمي الى تحقيق التقدم والحداثة وتحصين الانتقال الديموقراطي، مثمنا أهمية مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، الذي يضمن حلا نهائيا للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ضمن منهجية ديموقراطية حديثة. واغتنم السيد الكثيري مناسبة هذا اللقاء ، الذي توج بتكريم عشرين مقاوما من أبناء المنطقة وتسليم مساعدات اجتماعية ومادية لأعضاء أسرة المقاومة، لابراز التضحيات التي قدمها سكان تاونات ومجموع مناطق شمال المملكة من أجل تحقيق الاستقلال. وبغفساي (الواقعة على بعد 50 كلم من تاونات)، قام المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بوضع الحجر الأساس لبناء متحف محلي بكلفة تفوق مليون درهم. ويتعلق الأمر بمشروع ممول في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجماعة غفساي والمجلس الاقليمي والمندوبية السامية. كما تم إزاحة الستار عن لوحة تذكارية باسم "غديرة الزرقاء"، وهو مكان خاض فيه مقاومو المنطقة معركة من أجل السيادة الوطنية.