تمكن فريق طبي مغربي بقيادة البروفيسور سعيد بنشقرون بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء، مؤخرا، من إجراء أول عملية زرع لجزء من النخاع العظمي بالمغرب لرضيع لا يتجاوز عمره 20 شهرا. وأوضح البروفسور عزيز بوصفيحة رئيس جمعية "هاجر"، التي وفرت جزء كبيرا من التمويل لهذه العملية، أن الرضيع أيوب كان يعاني من ضعف المناعة الأولي صنف "الضعف المناعي المشترك" (ض،م،أ)، وخضع للمتابعة والعلاج بوحدة المناعة السريرية بمستشفى الأطفال بالدار البيضاء وبمصلحة أمراض الدم وسرطان الطفل بمستشفى ابن رشد. وأضاف البروفسور بوصفيحة أن هذه العملية، التي كلفت حوالي مليوني درهم، تستدعي نزع جزء صغير جدا من النخاع العظمي، من أحد الأبوين، أو من أحد إخوة المريض على أساس أن يكون لهما (المتبرع والمستفيد) نفس النسيج العظمي وزرعها لدى المستفيد. وأوضح أن هذه العملية، التي سبقتها تحضيرات واستشارات مع المختصين في عدد من البلدان، تطلبت متابعة وإعداد للمريض لكي تمر العملية دون مشاكل، ثم فترة متابعة بعد العملية لقياس مدى تقبل جسم المستفيد للنخاع الشوكي، مشيرا إلى أن العملية احتاجت إلى مجهود كبير لإزاحة كل الميكروبات التي تغزو جسم المريض، وحمايته بعد الزرع في قاعة خاصة، معقمة بالكامل، وخلال فترة طويلة، حتى تعطى الفرصة لجزء النخاع العظمي المزروع جديدا في جسم المريض لإنتاج كريات بيضاء سليمة وقادرة على لعب دورها المناعي. وأعرب البروفسور عزيز بوصفيحة عن امتنانه لإدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد ومستشفى الأطفال بالدار البيضاء ومستشفى 20 غشت، مشيرا إلى أن البنية التحتية التقنية المتوفرة والكفاءة العالية التي أبان عنها أطر وموظفو المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء ومختبر العلاج الخلوي ساهمت في نجاح العملية الكبيرة طبيا وتقنيا. يذكر أن الفريق الطبي، الذي أشرف على العملية والذي ترأسه البروفيسور سعيد بنشقرون، يتكون من الدكتور ابتهال بنحساين، والبروفيسور عزيز بوصفيحة، والبروفيسور أيلال فاطمة، والبروفيسور جيلالي نجيب، إلى جانب أطباء المختصين في أمراض الدم والتخدير والإنعاش.