أبرزت وكالة الانباء الاسبانية "أوروبا بريس" أمس الأربعاء، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستمد جوهرها من توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضحت "أوروبا بريس"، التي تعد ثاني أكبر وكالة أنباء في إسبانيا، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستمد جوهرها من مضامين الخطاب السامي، الذي ألقاه جلالة الملك يوم 18 ماي 2005، والذي حدد الخطوط العريضة لاستراتيجية التنمية البشرية التي تتوخى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية.
** المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فلسفة ضد الفقر والإقصاء **
وأبرزت أن الأمر يتعلق بمكافحة الفقر في الوسط القروي ومكافحة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري ومكافحة الهشاشة القصوى، وخاصة لدى المسنين والمعاقين والأطفال المتخلى عنهم والنساء بدون دخل.
وأشارت إلى أنه من بين الأهداف التي حددتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يتم تمويلها بواسطة الميزانية العامة للدولة (بنسبة 60 في المائة) والجماعات المحلية (بنسبة 20 في المائة) والتعاون الدولي (بنسبة 20 في المائة)، النهوض بالأنشطة المدرة للدخل وتحسين وضعية الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية وتعزيز قدرات الحكامة الوطنية والمحلية في مجال التنمية البشرية، دون إغفال الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وأضافت أن إسبانيا تساهم، في هذا الصدد، ب5 ر7 مليون أورو على شكل تحويل الديون، وذلك في إطار التعاون الدولي.
**المبادرة.. تدخلات هامة ومشاريع مدرة للدخل ** وأكد المصدر ذاته، استنادا إلى تصريحات السيدة نديرة الكرماعي، العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال لقاء مع صحافيين إسبان يقومون حاليا بزيارة للمغرب بدعوة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن هذه المبادرة التي تشكل "فلسفة لمكافحة الفقر والاقصاء الاجتماعي"، مكنت منذ إطلاقها سنة 2005 من التدخل في 264 من الأحياء الحضرية وتنفيذ مشاريع في 403 جماعة قروية.
وأضافت "أوروبا بريس" أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وضعت 20 ألف مشروع من بينها 3400 مشروعا مدرا للدخل.
**المغرب : البلد الناهض ** ومن جهة أخرى، خصصت وكالة "أوروبا بريس" قصاصة للحديث عن التنمية الاقتصادية الحالية في المملكة، التي تعتمد على استراتيجية تقوم على تعزيز البنيات التحتية والقطاعات التي تشكل "محركات الاقتصاد المغربي" كالصناعة والفلاحة والسياحة.
وأكدت الوكالة، استنادا إلى تصريحات وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار خلال لقاء مع وفد من الصحافيين الاسبان، أن المغرب، العازم على تعزيز دينامية اقتصاده، يتوفر على جميع المقومات لتحقيق هذا الهدف، انطلاقا من موقعه الجغرافي وقوة شبابه وقدرته التنافسية الكبيرة.
ونقلت الوكالة عن وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة السيد أحمد رضا الشامي قوله إن مسلسل الاصلاحات الذي يتم تنفيذها من قبل "جيل جديد من القادة السياسيين" على رأسهم جلالة الملك محمد السادس، أصبح يؤتي ثماره بنمو اقتصادي متواصل ومستمر.
وأضاف أن هذا النمو قائم على "استراتيجية تنموية متماسكة ومتوازنة تعتمد على تطهير الارقام الماكرو اقتصادية وانفتاح المغرب على الخارج، خاصة من خلال العديد من اتفاقيات التبادل الحر"، بالاضافة إلى تعزيز "أربعة محركات للاقتصاد المغربي، هي الفلاحة والسياحة والصناعة والفوسفاط".
وفي هذا الاطار، أبرزت الوكالة، نقلا عن وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب، أن المغرب الذي يتوفر على "ديناميته ونموه وهياكله وموارده الخاصة"، يعتمد في تنميته على عاملين رئيسيين، هما الاستراتيجيات القطاعية والشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، فضلا عن تحديد أهداف واضحة.
وأشارت إلى أن المغرب "وضع استراتيجية شاملة وطموحة تعتمد على تطوير البنيات التحتية (طرق سيارة، موانئ، سكك الحديدية) وإنشاء أرضيات لوجيستيكية.
وأضافت "أوروبا بريس" أن هذه الاستراتيجية العامة تتضمن، بحسب وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة، أيضا القطاع الطاقي من خلال هدف رئيسي، يتمثل في تطوير الطاقات المتجددة، وخصوصا الطاقة الشمسية والريحية من أجل التقليص من التبعية الطاقية والحرص على المحافظة على البيئة.
كما أشارت إلى أن القطاع الفلاحي يبقى أحد القطاعات الاستراتيجية في الاقتصاد المغربي، حيث نقلت في هذا الصدد عن وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش قوله إن المغرب أطلق مؤخرا مخططا طموحا، يتمثل في "مخطط المغرب الأخضر" وذلك بهدف منح هذا القطاع الرئيسي قيمة مضافة وتكييفه مع معايير السوق مع تعزيز دعم التضامن مع الفلاحين الصغار.
ومن جهة أخرى، أبرزت "أوروبا بريس"، أن المغرب استقبل أكثر من 3 ر 8 ملايين سائح خلال سنة 2009، موضحة أن قطاع السياحة يمثل "دعامة رئيسية أخرى للاقتصاد المغربي" وأنه يمثل نسبة 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
ونقلت عن وزير السياحة السيد ياسر الزناكي قوله إن المغرب يتوخى استقطاب عشرة ملايين سائح خلال سنة 2010، مؤكدا أن هذا الهدف الطموح سيتم بلوغه بنسبة 93 في المائة.