تحتفل دول اتحاد المغرب العربي على غرار باقي دول العالم باليوم العالمي لمكافحة التصحر الذي يصادف يوم 17 يونيو من كل سنة، تحت شعار "إحياء الأراضي في أي مكان، تجديد للحياة في كل مكان". وأوضح بلاغ للأمانة العام لاتحاد المغرب العربي اليوم الثلاثاء، أنه تماشيا مع إعلان الأممالمتحدة سنة 2010، سنة دولية للتنوع البيولوجي، والتي ساهمت كل الدول المغاربية في إقرارها، فإن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر لهذه السنة، سيخصص للتوعية بأهمية التنوع البيولوجي للتربة والمحافظة عليها. وأضاف المصدر ذاته أن هذه التظاهرة، التي تخلد لذكرى اعتماد اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر سنة 1994، تهدف إلى تحسيس كل المتدخلين، وخاصة منهم المزارعين، بأهمية المحافظة على التربة، وإبراز دور الكائنات الحية في تحسينها وزيادة إنتاجيتها، وصولا إلى توفير الغذاء الصحي والمتكامل للمواطن الاتحادي. وأكد أن المحافظة على الكائنات الحية، كالفطريات والأحياء الدقيقة في التربة، يساعد على تحلل وتخمر المادة العضوية وإفراز العناصر المعدنية لتغذية النباتات بالإضافة إلى قدرة هذه الكائنات على امتصاص المواد السامة في التربة. وتسعى أجهزة الارشاد الفلاحي المغاربية ، وفقا للبلاغ ، للتأكيد على أن استعمال التقنيات الزراعية غير الملائمة في استغلال الأراضي الزراعية على غرار المكننة المفرطة والري بالمياه المالحة والرعي الجائر، تعتبر من المخاطر المهددة للتنوع الحيوي، مما يزيد من هشاشة التربة ويجعلها أكثر عرضة للانجراف والتصحر وتقلص الإنتاج. وفي هذا الإطار، تعمل دول الاتحاد، وخاصة منذ اعتماد الميثاق المغاربي للبيئة والتنمية المستديمة سنة 1992، على تضافر جهود كل الأطراف، من مهندسين وباحثين ومهنيين، لتطوير زراعة مغاربية مستدامة، بتمكين المزارع من التقنية الملائمة بغاية الزيادة في الإنتاجية مع المحافظة على الموارد الطبيعية لفائدة الأجيال. ويشمل ذلك بالخصوص التداول الزراعي، وإدماج الإنتاج الحيواني في الدورة الزراعية، بالإضافة إلى الإدارة المستدامة للمراعي، وتحسين الغطاء النباتي ومقاومة الانجراف، مع التركيز بصفة أخص على النهوض بالزراعة البيولوجية والمحافظة على الموروث الجيني. ووعيا منها بأهمية التكامل بين متطلبات حماية البيئة وتحسين ظروف العيش بالمناطق الريفية، عملت دول الاتحاد ، يضيف البلاغ ، على إدماج مكافحة التصحر وحماية التنوع الحيوي ضمن خططها التنموية وبرامجها الوطنية والإقليمية لمكافحة التصحر، بالإعتماد على التنسيق والتشاور وبناء الشراكات الواعدة. وذكر المصدر أن تنظيم الأمانة العامة للاتحاد بالرباط خلال ماي الماضي ورشة لتقييم برنامج العمل المغاربي لمكافحة التصحر ووضع خطوطه الكبرى للعشرية القادمة 2010-2020 بمشاركة الآلية العالمية ( أمانة الاتفاقية العالمية لمقاومة التصحر ومرصد الساحل والصحراء) ، يؤكد السعي إلى دعم قدرات التحكم في ظاهرة التصحر وتغير المناخ، مع العمل على تطوير الزراعة، إسهاما في تأمين الغذاء والتنمية المستدامة بدول الاتحاد. وجدد البلاغ تمسك اتحاد المغرب العربي بجعل هذه الأهداف واقعا ملموسا في سلوك المتعاملين في القطاع الفلاحي وفي سلوك المواطن المغاربي، وعزمه على جعل وعيه تاما ودائما بضرورة المحافظة على بيئة سليمة، لتحقيق تنمية مستدامة، تحفظ حقوق الأجيال الصاعدة في الموروث الطبيعي المشترك.