وضع فريق من الخبراء المغاربيين، خلال ورشة عمل احتضنها مقر الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي بالرباط، المحاور الأساسية الكبرى لتحيين البرنامج المغاربي لمقاومة التصحر. وذكر بلاغ للأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي أن التوجهات الجديدة للبرنامج المغاربي لمقاومة التصحر، الذي وضعت محاوره الكبرى في ختام الورشة التي نظمت على مدى ثلاثة أيام، ستعطي الأولوية للمقاربة الأفقية والمندمجة بحيث تهم المشاريع القدر الأوفر من مناطق دول الاتحاد، مع بعث مشاريع مغاربية بارزة ورائدة، لاسيما في المناطق الهشة، ومن بينها المناطق الجبلية والواحات والمساحات المهددة بالتصحر إلى جانب أراضي المراعي. وأضاف البلاغ أن البرنامج المغاربي المحين لمقاومة التصحر يتضمن، علاوة على الاهتمام بالتغيرات المناخية، تركيزا أكبر على ربط الصلة الدائمة والعضوية بين البحوث الأكاديمية في مجال مقاومة التصحر والتطبيقات العملية على الأرض في منطقة المغرب العربي مع بذل جهود جماعية لتنمية القدرات المغاربية وعلى رأسها الموارد البشرية المتخصصة في هذا المجال. ومن المنتظر، حسب البلاغ، أن يقوم اتحاد المغرب العربي، ومن خلال أمانته العامة ونقاط الاتصال، بدور تعبوي للجهود المغاربية والدولية في هذا المجال، مع التركيز على التعريف بمشاريع المقاومة وشرح مكوناتها لدى الشركاء والممولين، على أن تتدعم المتابعة الفعلية والميدانية لهذه المشاريع من خلال تدعيم الهيئة الاتحادية الدائمة للمتابعة وتمكينها من وسائل العمل الضرورية. وقد شارك في هذه الورشة أيضا خبراء من الآلية العالمية لمقاومة التصحر ومرصد الصحراء والساحل وأمانة الاتفاقية العالمية لمقاومة التصحر إلى جانب أطر من المعهد الوطني للبحث الزراعي بالمملكة المغربية. وأشار المصدر ذاته إلى أن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي ستنظم لاحقا ندوة مغاربية وإقليمية لمناقشة المشروع المغاربي لمقاومة التصحر في صيغته المحينة والذي يغطي العشرية القادمة وذلك قبل رفعه للاعتماد. وكان قد تم اعتماد البرنامج المغاربي لمقاومة التصحر بالجزائر سنة 1999، في نطاق الميثاق المغاربي لحماية البيئة والتنمية المستديمة. وتربط اتحاد المغرب العربي علاقات وطيدة بالمؤسسات الأممية والإقليمية المعنية بالتصحر، وعلى رأسها الآلية العالمية التي تساهم بقسط وافر في تحيين البرنامج المغاربي ذي العلاقة.