قال السيد حميد نرجس، النائب الأول لرئيس مجلس النواب اليوم الثلاثاء بموسكو، إن إفريقيا تتطلع إلى أن تكون روسيا شريكا اقتصاديا وتجاريا للقارة، وداعمة لها في تحقيق التنمية الشاملة. وأوضح السيد نرجس، في كلمة باسم الوفد البرلماني المغربي المشارك في المؤتمر البرلماني الدولي "روسيا افريقيا، آفاق التعاون"، أن "إفريقيا لا تطلب من روسيا المساعدات لتجاوز أوضاعاها الاقتصادية، بل ترغب في أن تكون روسيا شريكا اقتصاديا وتجاريا وداعما لها في تحقيق التنمية الشاملة على أساس متكافئ تراعى فيه مصالح الطرفين". وأعرب عن "أمل المغرب، الذي تربطه والدول الافريقية وروسيا الاتحادية علاقات ود وتعاون متينة، أن تساهم الدبلوماسبة البرلمانية والروابط التي تجمع المؤسسات التشريعية في الارتقاء بالروابط الاقتصادية والسياسية والانسانية الى مستوى يعكس العلاقات التاريخية التي تجمع الطرفين منذ وقت بعيد، وتساهم كذلك في إرساء الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة في القارة السمراء باعتبار المكانة التي تحتلها روسيا كعضو دائم في مجلس الامن وكفاعل سياسي واقتصادي على الساحة الدولية". وفي معرض حديثه عن العلاقات التي تجمع بين المغرب وروسيا، أبرز السيد نرجس أن البلدين حققا تقدما ملموسا بفضل الشراكة الاستراتيجية المبرمة بينهما منذ أكتوبر 2002. وقال إن "هذه الشراكة الاستراتيجية مكنت المغرب وروسيا من تعزيز حوارهما وتفاهمها المثمر حول مختلف القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أنها مكنت البلدين من تقوية مسار تعاونهما الاقتصادي الثنائي الذي ينفتح على مستقبل مشرق في إطار المصالح المتبادلة"، مضيفا أن "العلاقات بين المؤسستين البرلمانيتين في البلدين تعرف بدورها دينامية خاصة وتتعزز باتفاقيات تعاون مشتركة". وفي ما يتعلق بعلاقات المملكة مع البلدان الافريقية، أكد السيد نرجس، أن المغرب "يولي أهمية خاصة لتطوير التعاون المشترك بين الدول الافريقية وتعزيز الشراكة جنوب -جنوب، في إطار حرصه الدائم على تكثيف جهود التكامل الإقليمي والدولي". وأضاف أن المغرب "فخور بالشراكة القوية والواعدة التي نسجها وينسجها مع عدد كبير من البلدان الأفريقية والصديقة"، مبرزا أن "هذه الشراكة تقوم على مقاربات جديدة وابتكارية تفتح للتعاون بين المغرب و البلدان الافريقية آفاقا واعدة أكثر فاكثر". من جهته أكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف، في كلمة بالمناسبة إلى المشاركين في المؤتمر، أن بلاده "تسعى الى بناء صرح جديد للتعاون مع افريقيا يقوم على مقومات تنموية واقتصادية واعدة وواضحة المعالم". وأشار إلى أن بلاده "ساهمت ومنذ وقت طويل في توفير الدعم الانساني والثقافي للقارة السمراء وتحقيق الاستقرار وتوفير الامن بها". واعتبر الرئيس الروسي أن " للقارة الافريقية مؤهلات هامة، طبيعية وبشرية، يمكن أن تشكل البنية الأساسية لبناء مستقبل اقتصادي يعكس طموحات الشعوب الافريقية"، مبرزا أن روسيا "اثبتت في مناسبات عديدة حرصها على الرقي بعلاقاتها مع مختلف الدول الافريقية على أساس المصالح المشتركة ورغبة كل الاطراف في الدفع بعجلة التقدم الى الامام" . وبحسب المنظمين، فإن هذا المؤتمر البرلماني الدولي، الذي ينظمه مجلس الدوما بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية ومؤسسات روسية أخرى، إلى "توفير فضاء حوار ملائم لتنمية العلاقات المتعددة الأطراف بين روسيا وبلدان القارة الأفريقية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والإنساني". ويتضمن برنامج المؤتمر، الذي تحضره وفود برلمانية من 39 بلدا افريقيا ورجال أعمال من بلغاريا وبلجيكا والهند وموناكو والمملكة السعودية وتايلاند وفرنسا، حلقات نقاش وموائد مستديرة بين البرلمانيين الافارقة ونظرائهم الروس وممثلي أوساط رجال الأعمال من روسيا وبلدان القارة الأفريقية. كما يتضمن برنامج المؤتمر معرضا للشركات الروسية الرائدة والمناطق الروسية المهتمة بتطوير العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا،وسيتم خلال التظاهرة أيضا مناقشة آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والإنسانية بين روسيا الاتحادية وبلدان القارة الأفريقية لتوفير مزيد من الفرص للتفاعل بين الشركات الروسية والأفريقية من مختلف قطاعات الانشطة الاقتصادية . ويضم الوفد المغربي المشارك في المؤتمر، فضلا عن السيد نرجس، كلا من السادة وديع بنعبد الله النائب الرابع لرئيس مجلس النواب، ومصطفى الرميد رئيس فريق العدالة والتنمية وأحمد الزايدي رئيس الفريق الاشتراكي ومحمد مبديع رئيس الفريق الحركي والحسين بن لكطو رئيس فريق تحالف القوى التقدمية الديمقراطية بمجلس النواب، وأحمد الخريف عن الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين وعمر أدخيل رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان بمجلس المستشارين.