عقدت هيئة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع،اليوم الثلاثاء بالرباط،جلسة حول "وسائل الإعلام والمدرسة"،تناولت التربية على وسائل الإعلام والتعليم والبيداغوجيات،والشراكات والاستعمالات والاختراعات. وفي كلمة خلال افتتاح هذا الجلسة،أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيد أحمد اخشيشن أن إشكالية التربية والإعلام تطرح من خلال ثمانية أبعاد تنطلق من كون المدرسة فضاء لتعلم الانفتاح على وسائل الإعلام،وفرصة لمساءلة الواقع الراهن واستشراف امتداداته وتوضيح مناطق الغموض. وتتمثل هذه الأبعاد،يضيف الوزير،أيضا في كون المادة الإعلامية تشكل مساعدا بيداغوجيا لعملية التعلم،مستحضرا أهمية بعد تأطير استخدام وسائل الإعلام الجديدة في سياق تعميم الولوج لها. وفي هذا الصدد،أكد على ضرورة توفير فضاءات وفرص لتحديد المؤهلات التي ينبغي تعزيزها (تنمية المحتويات الرقمية)،وعلى اعتبار المدرسة موضوعا مفضلا بالنسبة لوسائل الإعلام،مشددا على أهمية القيام بمبادرات والاستفادة من بعض التجارب في هذا المجال،ليخلص إلى أن التلميذ يعتبر أيضا طفلا وموضوعا إعلاميا. من جانبه،أكد المنسق العام للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع السيد جمال الدين الناجي في تصريح للصحافة أن لقاء اليوم يركز على محور الإعلام داخل المدرسة وانعكاسها في وسائل الإعلام،باعتبارها أول فضاء يأخذ فيه الطفل الكلمة أمام العموم،وكذا كونها فضاء للتنشئة ولمزاولة التعبير عن الرأي. وأبرز أن من شأن المزج بين فضاء المدرسة وفضاء وسائل الإعلام الحديثة التي تعتبر ثاني فضاء تمارس فيه حرية التعبير بشكل فردي أن يسهل ربح الرهان بالنظر للقدرات الكبيرة والفرص الكثيرة التي يتيحها هذين الفضاءين بالنسبة للناشئة للتعبير عن الرأي وبناء الشخصية داخل المجتمع. وركز على أن هذه اللقاءات لا تتوخى التقييم لكنها بالأساس رؤية استشرافية لعلاقة مدرسة القرن الواحد والعشرين بوسائل الاعلام الجديدة،وكيف يمكن المزج بين العالمين. تجدر الإشارة إلى أن الهدف الاستراتيجي للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع يتمثل في تقنين مكانة ودور وسائل الإعلام في المجتمع المغربي خدمة لممارسة ديمقراطية لحرية التعبير وضمان مصداقية وتأثير قوي لوسائل الإعلام الوطنية في الرأي العام،باعتبارها المنشط الشرعي والعصري للحياة الديمقراطية.