نظمت جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب،اليوم الثلاثاء بالجديدة،يوما دراسيا حول موضوع "من أجل إقلاع جديد لقطاع الخضر والبواكر بالمنطقة الوسطى". وتم خلال هذا اللقاء الذي ضم مسؤولين حكوميين ومهنيين وخبراء مغاربة وأجانب تسليط الضوء على المؤهلات التي تتوفر عليها هذه المنطقة الممتدة من (الصخيرات الى آسفي)،والتي ساهمت على مدى سنوات بقسط وافر في الانتاج الوطني من الخضر والبواكر سواء الموجه الى الاسواق الداخلية او الخارجية. كما شكل مناسبة لتشخيص الوضع الراهن للمنطقة،والمتسم بتراجع انتاجها والبحث بالمقابل عن حلول واستراتيجيات جديدة لتجاوز مكامن الخلل التي حدت من اسهامها في الانتاج الوطني والانطلاق مجددا على أسس حديثة على مستوى التنظيم والتاطير ووسائل الانتاج،بما يكفل استدامة النشاط الفلاحي المزاول والرفع من جودته وقدرته التنافسية. وفي كلمة مقتضبة له خلال افتتاح هذا اليوم الدراسي الذي نظم بمقر عمالة إقليمالجديدة عبر السيد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري عن تثمينه للدور الهام الذي تضطلع به الجمعيات المهنية العاملة في مجال انتاج الخضر والبواكر ومن ضمنها "جمعية منتجي ومصدري الخضر والبواكر بالمغرب"،مشيرا الى أن توجه الوزارة الوصية ينحو نحو اشراك هذه التنظيمات في تدبير القطاع الفلاحي الوطني. وأعلن الوزير بهذه المناسة عن مشروع لسقي الاراضي الفلاحية بمنطقة "شتوكة" (إقليمالجديدة) وذلك من خلال جلب المياه من نهر أم الربيع. ومن شان هذا المشروع إحياء هذه المنطقة التي تعاني من مشكل الملوحة والتي عرفت بإنتاج الخضر وخاصة الطماطم. من جهته،أكد السيد محمد الزهيدي رئيس "جمعية منتجي ومصدري الخضر والبواكر بالمغرب أن "المنطقة الوسطى" بحاجة الى وقفة تضامنية لكي تسترجع المكانة الهامة التي كانت لها في السنوات الماضية "خاصة انها استطاعت بفضل جدية وعصامية منتجيها ان تكون رائدة في مجال انتاج الخضر والبواكر بالمغرب"،مشيرا الى ان الانتاج الذي حققته المنطقة خاصة من الطماطم "هو الذي مكن المغرب من احتلال مساحة تسويقية هامة بالاسواق الاوربية التقليدية بل هي التي فرضت على الاوربيين الاعتراف للمغرب بحقها في كوطا داخل هذه الاسواق". وشدد السيد الزهيدي على أن المنطقة التي شكلت احدى الدعامات الاساسية للاقتصاد الوطني نظرا لما كانت تجلبه من عملة صعبة تعرف اليوم تراجعا كبيرا تتداخل فيه عوامل عدة،معتبرا أن هذا التراجع "يمكن تجاوزه في إطار مخطط المغرب الاخضر الذي جاء بتوجهات جديدة لوضع الفلاحة المغربية في المسار الصحيح". وفي هذا الإطار ذكر رئيس الجمعية بالتوصيات التي صدرت قبل ثمانية اشهر عن الندوة العالمية حول الطماطم المنعقدة بمدينة أكادير،والتي دعت الى تمكين الجمعيات المهنية المغربية،ومن ضمنها جمعية منتجي ومصدري الخضر والبواكر بالمغرب من الدعم المادي والمعنوي لتضطلع بالادوار المنوطة بها خاصة في توحيد صفوف الفلاحين وتأطيرهم ومد جسور التواصل بينهم وبين الوزارة الوصية. ودعا الوزارة الوصية إلى مواكبة البرنامج الطموح لضم الاراضي والقضاء على الملكيات المجهرية في قطاع الخضر والبواكر "بما يضمن إمكانيات واسعة لمكننة الانتاج ورفع مردوديته وتوفير تكاوين للمنتجين تروم تاهيل طرق الانتاج لرفع تحدي الوصول الى 250 طن في الهكتار". وتميزت اشغال هذا اليوم الدراسي بتقديم مجموعة من العروض والمداخلات تمحورت حول "اهمية ومؤهلات المنطقة الوسطى" و"التجميع" و"الاستراتيجية التجارية والتسويقية". كما تم تسليط الضوء من طرف خبراء هولنديين على تجربة هذا البلد في مجال انتاج الخضر والبواكر،إذ يصل معدل الانتاج بهولندا الى 1000 طن في الهكتار،بينما يبلغ في المغرب حوالي 300 طن. وتعتزم الجمعية المغربية لمنتجي الخضر والبواكر بالمغرب الاستعانة بالخبرة الهولندية في هذا المجال لإحداث مركز للتجارب الزراعية بمنطقة ولاد غانم (إقليمالجديدة).