تشكل الحركة الكشفية إحدى الوسائل المعتمدة من قبل المجتمع المدني لتكوين الأفراد،ومحضنا للشباب لتكوينهم حول المواطنة والانخراط الإيجابي في المجتمع. والحركة الكشفية،التي تحتفل غدا الأربعاء بذكرى تأسيسها من قبل "اللورد بادن باول" البريطاني الجنسية،والتي تضم في عضويتها شبابا وفتيانا،كانت ولا تزال تستقطب،بأنشطتها وأعمالها والأهداف النبيلة التي تسعى لتحقيقها،آلاف الشباب بالمغرب والعالم. وتبذل الكشفية،في إطار أهدافها الشاملة،مجهودات كبرى من أجل تنشئة الفرد تنشئة اجتماعية وأخلاقية،تؤهله للتوافق مع المتغيرات والظروف العصرية السائدة في مجتمعه،وذلك من منطلق أنها حركة تربوية للفتيان والشباب ذات طابع تطوعي،مفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس أو العقيدة. كما تعمل على القيام بأنشطة تروم التنمية المتكاملة والمتوازنة للأفراد في جميع الجوانب المتعلقة بشخصياتهم على المستويات الاجتماعية والبدنية والفكرية،لكي تجعلهم أفرادا قادرين علي تطوير أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه،وينصهروا بكل إيجابية في الدينامية التي يعرفها. وضمن هذا السياق الاجتماعي والإنساني،يخلد المغرب غدا الأربعاء اليوم الوطني للكشفية،وهو واع بالقيم الإنسانية والمبادئ الأساسية لهذا النشاط التكويني ومدى مساهمته في تأطير الشباب،على المستويات التربوية والثقافية والاجتماعية. ويسهر أعضاء المنظمات الكشفية بالمغرب على تنشيط الفعل الثقافي والإنساني،عبر تطبيق المبادئ العالمية للحركة الكشفية المتعارف عليها،من خلال،على الخصوص،تكريس ثقافة حماية البيئة والحفاظ عليها لدى الشباب،خاصة في ما يتعلق بحماية البيئة،عبر تنظيم حملات تحسيسية تستهدف الشباب،كالبرنامج الوطني "للشواطئ النظيفة". وساهمت الحركة الكشفية بالمغرب،بشراكة مع الهيئات المتخصصة،في حماية الطفولة بالمغرب،عبر قيامها بأعمال متنوعة بشكل مشترك مع هيآت ومنظمات محلية،من ضمنها مساهمتها في جمع أكثر من مليوني توقيع على وثيقة التزام خلال حملة "قولوا نعم للأطفال" التي نظمتها منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف"،إضافة إلى عدة برامج لمكافحة استغلال وتشغيل الأطفال،وكذا في حملات محو الأمية والتكوين المهني. كما تشارك المنظمات الكشفية المكونة للجامعة الوطنية للكشفية بالمغرب بانتظام في حملات محو الأمية،التي تلقى نجاحا بفضل الوسائل البشرية والمادية المعتمدة خلال السنوات الأخيرة. ورغم المجهودات التي يتم بذلها من أجل تكوين الشباب وتلقينهم المبادئ المثلى،فإن الحركة الكشفية تعرف بعض الصعوبات،المرتبطة على الخصوص بغياب منظمة توحد مختلف الجمعيات العاملة في المجال،حيث إن اندماج مختلف الجمعيات الكشفية سيساهم في تعزيز وتكامل الموارد البشرية والمادية للحركة الكشفية وفي توسيع قدرتها على تأطير عدد أكبر من الشباب عبر مجموع التراب الوطني. وتزداد مهمة الحركة الكشفية بالمغرب جسامة مع الطبيعة غير السياسية لها،باعتبارها تعد مكملا يمكن أن يضيف قيمة أكبر للمدرسة وكذا لتعرض الشباب الغير النشيط لأشكال جديدة من التيارات اللاأخلاقية الهدامة،سواء عن جهل أو بدافع طموحات شخصية. وتتكون الفيدرالية الوطنية المغربية للكشفية،التي تم إنشاؤها سنة 1958،من ثلاث منظمات كبرى،وهي الكشفية الحسنية المغربية والمنظمة المغربية للكشافة والمرشدين ومنظمة الكشاف المغربي. وتعتبر هذه الفيدرالية عضوا بالمنظمة العربية للكشفية منذ سنة 1960،كما اعترف بها من قبل المنظمة العالمية للكشفية سنة 1961. وينص نظامها الأساسي على تداول القائمين لرئاستها كل ثلاث سنوات،فضلا عن عقد مؤتمرها الوطني.