شكلت محاربة الفقر بالعالم القروي بإقليميقلعة السراغنة والرحامنة،حجر الزاوية في المشاريع التي جاءت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،منذ انطلاقتها قبل خمس سنوات والى غاية سنة 2010،والتي استهدفت أزيد من عشرين جماعة قروية. وقد تم برسم البرنامج الاستعجالي للسنة الأولى من انطلاق المبادرة،رصد ما لايقل عن 198 مليون و800 ألف درهم،وبرمجة 42 مشروعا لفائدة ست جماعات قروية،يناهز عدد ساكنتها 53 ألف و500 نسمة،خصص 12 منها للأنشطة المدرة للدخل وأخرى مماثلة للخدمات الاجتماعية الأساسية،بينما شملت الحصة المتبقية (18 مشروعا) مجالات التنشيط السوسيو ثقافي والرياضي. ويتبين،حسب مصادر محلية،أن اختيار الجماعات المستفيدة،تم بناء على مقاييس ومؤشرات موضوعية،على اعتبار أن آخر الإحصائيات بإقليمقلعة السراغنة،قبل إحداث إقليم الرحامنة مؤخرا،تفيد تموقعه ضمن 11 إقليما من أكثر أقاليم المملكة فقرا بنسبة 15ر23 بالمائة،أي أزيد من المعدل الوطني بحوالي عشر نقط،ناهيك عن كون أزيد من 56 بالمائة من مجموع السكان (مابين 25 و34 سنة) يعانون من آفة الأمية و75 بالمائة من النساء القرويات،يعانين من هذه الآفة. كل هذه الأرقام والمؤشرات عجلت بالتركيز في توزيع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المناطق التي تواجه مجموعة من الإكراهات التنموية،بدءا بالخصاص الحاصل في تأهيل العنصر البشري في البوادي،وتمكينه من فرص العمل والشروع في إنجاز مشاريع صغرى،مع تحفيزه على توسيعها داخل إطار فردي أو جمعوي تضامني. وفي ذات السياق،وبغية دعم هذا التوجه عبر القضاء على مظاهر التهميش والهشاشة بحاضرتي الرحامنة والسراغنة،مدينتي ابن جرير والقلعة،تم على التوالي بناء مركز لتأهيل وادماج المعاقين وتوسيع دار الطالبة لفائدة الفتاة في وضعية الإعاقة،وهما مشروعان خصص لهما غلاف مالي قدره مليون درهم. وفي السنة الموالية،وضعت السلطات العمومية برنامجا عاما تطلب غلافا اجماليا بلغ 48 مليون و260 ألف درهم،وضخت نصفه في محاربة الفقر بالعالم القروي لإنجاز 182 مشروعا لفائدة 19 جماعة قروية،وذلك بعد أن اتضحت فعالية ومردودية المشاريع الأولى،إذ لوحظ أن استجابة السكان لهذه " لمشاريع المواطنة" سجلت نسبة جد عالية،شجعت على المضي قدما في توسيع نطاقها وحشد المزيد من المداشر والدواوير للإنخراط فيها. وعلاوة على مشاريع الأنشطة المدرة للدخل والولوج للتجهيزات والخدمات الأساسية والتنشيط السوسيوثقافي والرياضي،التي كلفت ما يفوق 25 مليون و800 ألف درهم،كلفت مشاريع البرنامج الأفقي في الجماعات المستفيدة،ما يزيد عن 28 مليون و300 ألف درهم،وشملت مجموعة من القطاعات كالتعليم والصحة والبنيات التحتية،إضافة الى بناء وتجهيز مراكز الاستقبال في إطار محاربة الهشاشة والتهميش (14 مشروعا) في ست جماعات أخرى.