توج الحفل الختامي للملتقى الثاني للجمعيات الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء بمراكش بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالمصادقة على ميثاق الشراكة والتعاون بين الجماعة الحضرية لهذه المدينة وجمعيات المجتمع المدني العالمة بهذه المنطقة. ومن خلال هذا الميثاق، التزمت الفعاليات المشاركة في هذا الملتقى، الذي نظمه المجلس الجماعي لمراكش من 13 إلى 18 ماي الجاري تحت شعار "التشاور بين الجماعة الحضرية والنسيج الجمعوي في قلب التنمية المحلية"، بالانخراط الكامل في الجهود الرامية الى تقوية قيم الديمقراطية التشاركية والحكامة المحلية ونسج علاقات تشاورية مع مختلف المهتمين بالشأن الجمعوي. ويروم ميثاق الشراكة والتعاون تمكين الجمعيات من الرقي حتى تكون قادرة على إعداد وتسيير مشاريع التنمية المحلية بطريقة حديثة وتستجيب لمختلف التطورات التي يعرفها النسيج الجمعوي فضلا عن التحلي بقيم الحكامة والشراكة ومقاربة النوع كثقافة سائدة أثناء إعداد وتنفيذ البرامج والمشاريع الانمائية، والاستفادة أكثر من البرامج التكوينية مع ضرورة إيلاء أهمية بالغة لتأهيل الفضاءات الثقافية والرياضية والاجتماعية. من جهة أخرى، دعا المشاركون في الورشات الأربعة لهذا الملتقى الى إعادة النظر في الترسانة القانونية المنظمة لعلاقة الشركاء في التنمية المحلية، بالاضافة الى إشراك المجتمع المدني في بلورة استراتيجية للتنمية المحلية تنسجم مع التوجهات العامة. كما طالبوا بتوحيد مساطر الدعم وخلق شباك واحد للدعم، وتشبيك الجمعيات وضمها ضمن ائتلاف أو فيدراليات أو أقطاب، مشددين على أهمية آليتي تتبع وتقييم البرامج الإنمائية وضبط ومأسسة وتوطين العلاقة الرابطة بين المجلس والجمعيات. ودعوا الى مواكبة وتمكين الجمعيات من تقنيات ووسائل الاستفادة من التمويلات الأجنبية، وتوفير الدعم المالي للجمعيات والتعاونيات النسوية العاملة بالبيوت، مؤكدين على ضرورة ادراج تمويلات خاصة بالتسيير لضمان استمرارية المشاريع. وألحوا على وضع برامج للتكوين بين الجمعيات والجماعة والجامعة والمؤسسات العمومية، ومواكبة البرامج التكوينية لمختلف مستجدات الادارة المحلية، مشيرين الى أهمية تمكين الاشخاص في وضعية اعاقة حركية من الولوج الى البنايات والفضاءات العمومية والنقل الحضري. وتميز هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص والي جهة مراكش تانسيفت الحوز السيد محمد مهيدية ورئيسة المجلس الجماعي للمدينة الحمراء السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، بتوزيع الجوائز على الجمعيات الفائزة في المسابقة الخاصة بكل محور على حدة وهي "الفنون والثقافة والتنشيط الرياضي" و"المواطنة والمرافعة والتنمية الصحية والبيئية" و"الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والانشطة المدرة للدخل".