دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية،السيد إسماعيل العلوي،اليوم الثلاثاء بالرباط،إلى تعميق الحوار الاجتماعي بين الدولة والشغيلة وأرباب العمل للخروج بميثاق اجتماعي "حقيقي". وقال السيد العلوي خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم الأرضية المطروحة للنقاش أمام المؤتمر الثامن للحزب الذي سينعقد ما بين 28 و30 ماي الجاري،"يجب أن نحول الحوار الاجتماعي الذي يبدو صوريا أحيانا،إلى مفاوضات اجتماعية معمقة للخروج بميثاق اجتماعي حقيقي يكون نتاج خلاصات مشتركة لمختلف أطراف هذا الحوار". وأضاف: "إننا إذ نعتبر أنه من الطبيعي والضروري أن يستفيد المأجورون أكثر من غيرهم من الثروات التي يساهمون في إنتاجها،نؤكد أن الطبقة العاملة المغربية وصلت من النضج ما يكفي لتدبير هذا الأمر وصياغة الميثاق الذي لا شك أنه سيكون معطى جديدا في الحقل السياسي المغربي". من جهة أخرى،قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إن مشروع الجهوية الموسعة الذي انخرط فيه المغرب يعد تجليا من تجليات الديمقراطية سيسمح بتوسيع إمكانيات تدبير المواطنين لشؤونهم . وفي سياق حديثه عن رؤية الحزب للجانب الثقافي،أوضح السيد العلوي أن الحزب "يسجل بارتياح نسبي" كون المغرب أخذ يهتم بشكل أكبر بهذا المجال،مشيرا إلى ما تحقق من منجزات هامة على هذا الصعيد،ومن بينها على الخصوص،تشييد المقر الجديد للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية،وإحداث متاحف جديدة ستفتح أبوابها قريبا. ودعا،في المقابل،إلى الرفع من ميزانية وزارة الثقافة وتعزيز الحفاظ على التراث المغربي المخضرم وروافده ماديا كان أو معنويا،وكذا تحفيز إطلاق وصقل المواهب،ودعم الموهوبين بما من شأنه أن يفضي إلى ما أسماه "انفجارا" في هذا الميدان. وفي معرض رده عن سؤال حول تحالفات حزب القتدم والإشتراكية،قال السيد العلوي إن التحالف القائم بين الحزب وحزب جبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي،الذي يعد منطلقا لجمع اليسار برمته "ماض في عمله،وسنضفي عليه شحنة جديدة"،معتبرا أن الوقت قد حان لكي تتحد قوى اليسار لمواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع المغربي. وفي سياق متصل،تطرق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية،إلى الذكرى 18 لتأسيس "الكتلة الديمقراطية" (17 ماي 1992)،مؤكدا أنها "مناسبة لتعميق التأمل في الحدث وتقويم ما حققناه لحد الآن". وقال: "لقد حققنا شيئا كبيرا جدا،وهو ما يجب أن يتقوى ببث روح جديدة في هذه الكتلة"،مضيفا: "إننا سنكون سعداء إذا نضجت الأمور وتمكن حزب اليسار الاشتراكي الموحد من العودة إليها". وحول المسطرة التي سيعتمدها المؤتمر المقبل للحزب في اختيار أمين عام جديد له،أكد السيد العلوي "أننا نسعى ما أمكن ليكون هناك توافق في هذا الأمر،وإلا فإننا سنرجع إلى مسطرة التصويت والاقتراع"،إلا أنه أعرب عن يقينه ب"أننا سنصل إلى توافق". ويتضمن مشروعا "الوثيقة السياسية" و"البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي" المطروحان أمام المؤتمر الثامن للحزب،الذي سينظم تحت شعار "جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية"،عددا من الأبواب تهم "مرحلة التناوب التوافقي: إصلاحات مهيكلة،مكتسبات هامة،إخفاقات ومخاطر المفاهيم التأطيرية والمرجعية"،و"من التوافق التاريخي إلى الممارسة الديمقراطية السوية". كما تهم هذه الأبواب "مسالة التحالفات: نهج استراتيجي،ومقاربة ديناميكية"،و"الهوية الاشتراكية"،و"حزب التقدم والاشتراكية: مسعى تقدمي وآليات ناجعة"،و"متغيرات الوضع الدولي: أبعاد وتحديات". حضر هذه الندوة عدد من أعضاء الديوان السياسي للحزب،من بينهم على الخصوص السيدان خالد الناصري ونبيل بنعبد الله والسيدة نزهة الصقلي.