قدم الوفد المغربي المشارك في مؤتمر اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، المنعقد حاليا بالعاصمة التونسية، ورقة حول الملامح الرئيسية لمخطط المغرب الأخضر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وأبعاده الإستراتيجية التي تقوم أساسا على مقاربة تنموية شاملة تعتمد مفاهيم المجالية الترابية باعتبارها رافعة للتنمية القروية والفلاحية. وأبرز السيد المدني زوطان، رئيس قسم التعليم العالي والبحث والتنمية بوزارة الفلاحة والصيد البحري، في مداخلة أمام المؤتمر المنعقد تحت شعار "التكامل العربي في مجال تطوير التعليم الزراعي وأهميته في تحقيق الأمن الغذائي"، أن من شأن هذه المقاربة ضمان تعدد مستويات التدخل وإشراك الفاعلين والمتدخلين في العملية التنموية مع مراعاة التفاعل القائم مع مجال عيشهم وإنتاجهم. وأوضح عضو الوفد المغربي المشارك في المؤتمر أن مخطط المغرب الأخضر، الذي يشكل برنامجا تراكميا لتحقيق تنمية سريعة للفلاحة الوطنية، يرتكز على دعامتين أساسيتين، تقوم الأولى على تطوير القطاع الفلاحي العصري عن طريق الاستثمار لخلق قيمة مضافة عالية، فيما تقوم الثانية على عصرنة هذا القطاع على أسس اجتماعية، عبر الاستثمار في المبادرات الاجتماعية لمحاربة الفقر في المناطق القروية. من جهة أخرى ، تطرق المسؤول المغربي إلى دور التعليم والبحث العلمي في تفعيل برامج مخطط المغرب الأخضر، باعتباره استراجيجية مندمجة ومتكاملة تستهدف تحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن مؤسسات التعليم العالي الفلاحي بالمغرب بمختلف تخصصاتها، كونت حتى الآن نحو 15 ألف إطار، مشيرا أيضا إلى متابعة تنفيذ مبادرة تكوين 10 ألف مهندس في أفق 2010 . وقال إن الأبعاد البحثية للمغرب الأخضر تروم رفع الإنتاجية الفلاحية بشقيها النباتي والحيواني لتحسين دخل الفلاحين وتحقيق الأمن الغذائي مع المحافظة على الموارد الطبيعية والرفع من القدرة التنافسية. وأبرز أن المغرب يتبع سياسة بحثية مندمجة ومتطابقة مع هذه الأبعاد تأخذ بعين الاعتبار المؤهلات الجهوية والأسس الملائمة لتنمية فلاحية مستدامة، والحفاظ على الموارد الطبيعية واستغلالها بأساليب عقلانية، وتوجيه الفلاحين نحو الزراعات الملائمة وتسهيل عملية نقل التقنيات ونتائج البحوث إلى الفلاحين، بما يتناسب مع ضيعاتهم وظروفهم الإنتاجية والمساهمة في تهيئة التخصص الفلاحي للمناطق الزراعية. من جانب آخر، قال السيد زوطان إن مديرية التعليم والتكوين والتنمية بوزارة الفلاحة والصيد البحري، تعمل على خلق دينامية جديدة في مجال تشغيل خريجي التكوين المهني الفلاحي، وذلك من خلال برامج التشغيل الذاتي في القطاع الفلاحي، مما يشكل محورا قويا في مرافقة مخطط المغرب الأخضر. وحول آفاق المستقبل، أوضح المسؤول الفلاحي المغرب أنه وعيا منها بالدور الذي يلعبه التكوين والبحث ونقل التكنولوجيا في النهوض بالتنمية الفلاحية، تعمل الوزارة على تنمية هذه القطاعات وجعلها قاطرة لابتكار ونشر الثقافات الفلاحية وتقوية القدرات البشرية. وعلى مستوى التعاون العربي، قال المتدخل إن البلدان العربية مطالبة ببلورة برامج تعاونية مشتركة تخص عددا من المجالات ذات الأولوية كالتغيرات المناخية واقتصاد المياه ومحاربة الآفات والأمراض والتحسين الوراثي النباتي والحيواني. كما دعا إلى تكثيف تبادل التجارب والخبرات في مجال الإرشاد الفلاحي، بغية تطوير المناهج والأساليب الإرشادية، بما في ذلك إقامة أنظمة معلوماتية إرشادية مشتركة، مع تكثيف الدورات التدريبية والبرامج التنفيذية ودعم وتطوير قدرات مؤسسات التكوين والبحث ونقل التكنولوجيا. يذكر أن المغرب يشارك في المؤتمر بوفد عن جمعية المهندسين الزراعيين المغاربة، برئاسة كاتبها العام ،السيد عبد السلام الدباغ وعضوية عدد من المديرين المركزيين والجهويين بوزارة الفلاحة والصيد البحري.