اجتمعت أربع مدن في الضاحية الشمالية لباريس هي فيلبانت وسفران وكليشي سو بوا وستين لتكريم المغرب من خلال أسبوع ثقافي (14-22 ماي الجاري) مخصص للفن والموسيقى والطبخ والتراث الغني لهذا البلد. وتعد هذه التظاهرة،التي تحمل عنوان "إيحاء مغربي"،حسب المنظمين،رحلة تاريخية وأدبية في بلد يتميز بالتنوع الجغرافي والثقافي ويتجاور فيه تراث الأجداد مع الإبداعات الحديثة الغنية. وجرى الافتتاح الرسمي لهذا الحدث،أمس الأربعاء في فيلبانت،بحضور عمداء المدن المعنية والقنصلين العامين للمغرب في فيلمومبل السيد عبد اللطيف مرابط ولتونس في بونتان السيد عبد الرازق بن فرج،فضلا عن ثلة من المنتخبين وممثلي الجمعيات الشريكة. وأعربت المستشارة العامة لعمدة فيلبانت السيدة نيلي رولان إيريبيري،في كلمة بالمناسبة،عن ارتياحها لتنظيم هذا الأسبوع الثقافي الجد مكثف والغني في الضاحية الشمالية لباريس،والذي طالما انتظره سكان المدن المعنية،خاصة أولئك الذين يعرفون منطقة شمال إفريقيا أو المنحدرين منها. وأبرزت أن "الشعب المغربي قدم إسهاما هاما جدا في الثقافات الإنسانية،خاصة في أوروبا"،مذكرة أن المغرب،"البلد الذي يمزج بتناغم بين التقاليد والحداثة"،كان "الأصل المباشر للحضارة العربية الأندلسية في إسبانيا" التي يقترح هذا الأسبوع رصدها. كما أكدت أن "المغرب،باعتباره حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا،يعد بلدا كبيرا تقاسم تاريخا مشتركا قويا مع فرنسا"،داعية للتعريف بهذا التاريخ "في جميع أبعاده والاستفادة منه في بناء مستقبل مشترك". من جانبه،أشاد القنصل العام للمغرب بالمثابرة التي أبان عنها مختلف المتدخلين لإطلاق هذه التظاهرة الجميلة حول المغرب. وأكد السيد مرابط أن هذا الحدث يشكل "فرصة للتعبير عن تمسك بلادي بالقيم العالمية للحوار والتسامح،والتأكيد من جديد على التنوع الثقافي للمغرب الذي يعكس حيوية المجتمع المغربي والانخراط التام للمملكة على درب الحداثة". من جهة أخرى،اعتبر أن اللقاءات التي نظمت بمناسبة برمجة هذا الأسبوع الثقافي "تأتي لتبرز مرة أخرى كثافة الروابط بين المغرب وفرنسا وبأن فرص التعاون بين البلدين ليست بالقليلة". ويتضمن برنامج هذا الأسبوع الثقافي،على الخصوص،ندوات ولقاءات للتعريف بفن الطبخ المغربي تنظمها معدة برامج الطبخ شميشة،وحفلات موسيقية تنشطها مجموعتي ناس الغيوان وهوبا هوبا سبيريت،وفرق الدقة المراكشية وكناوة وعبيدات الرما. كما يشمل البرنامج معارض للفن التشكيلي والخط والصناعة التقليدية وصورا فوتوغرافية حول تاريخ المغرب وحول المقاومين المغاربة خلال الحرب العالمية الثانية،فضلا عن عرض للقفطان المغربي والنقش بالحناء. وسيعرف هذا الأسبوع الثقافي عقد ندوات ونقاشات تهم على الخصوص مدونة الأسرة والتجربة المغربية في مجال تقنيات اقتصاد الماء. كما ستكون مدينة فكيك ضيف شرف عبر تقديم مختلف تقاليد وعادات هذه المنطقة من خلال عرس تقليدي بطقوس هذه المدينةالشرقية القديمة. وينظم هذا الأسبوع الثقافي بشراكة مع سفارة المغرب بباريس والقنصلية العامة للمملكة بفيلمومب ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية وجمعيات يديرها مواطنون من فكيك مقيمين بفرنسا.