قال السيد نور الدين بلالي القيادي السابق في جبهة "البوليساريو"،إن الوتيرة التي ميزت العودة المكثفة الأخيرة للمحتجزين بمخيمات تندوف إلى أرض الوطن،تشكل ضربة قوية لأطروحة الانفصاليين التي يتبناها خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وأوضح السيد بلالي،الذي استضافته قناة (ميدي 1 سات) أمس الجمعة،أن العودة المكثفة والنوعية التي شملت فئات شابة،أربكت حسابات "البوليساريو"،مسجلا أن هؤلاء الشباب تخطوا كل الصعاب والمخاطر لتجاوزهم للألغام والحواجز،معرضين أنفسهم للموت من أجل العودة إلى وطنهم المغرب. وذكر السيد بلالي بالتصدع الذي شهدته صفوف "البوليساريو" بعودة العديد من قياداتها التاريخية،قبل أن تشمل الفئات الشابة التي نزحت بشكل جماعي من مخيمات تندوف إلى أرض الوطن. كما تطرق السيد بلالي إلى فشل جبهة "البوليساريو" في إقناع مجلس الأمن الدولي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو،معتبرا أن ذلك الفشل أوقعها في حرج دولي كبير. وخلص إلى أن مسؤولية الجزائر "ثابتة" في نزاع الصحراء لكون هذه المخيمات توجد داخل أرضها،معتبرا أنها مسؤولة عن كل التجاوزات التي تطال المحتجزين في المخيمات من تنكيل وتعذيب واعتقالات وتجويع. من جانبه،لاحظ المحلل السياسي السيد محمد الأشهب أن العودة الأخيرة شملت شبابا من مواليد ما بعد المسيرة الخضراء،ينتمون إلى جيل فتح عينيه على واقع المخيمات،مشددا على أنه بالرغم من ذلك لم تستطع "البوليساريو" أن تقنع هؤلاء الشباب بأطروحتها الانفصالية. وأبرز السيد الأشهب أن أهمية هذه العودة لا تتمثل في الكثافة فقط،بل في كونها تدرجت عبر مجموعة من المراحل وشملت مجموعة من المكونات،مذكرا بأنها كانت في البداية تقتصر على الأطر والمؤسسين الأوائل ل`"البوليساريو"،ثم تدرجت بعد ذلك إلى بعض القيادات العسكرية،قبل أن تشمل زعماء وشيوخ قبائل صحراوية كانوا يشاركون في عمليات تحديد الهوية. ويرى السيد الأشهب أن هناك عودة للوعي بالحقائق التاريخية والقانونية للعديد من الدول التي كانت تعترف في السابق بما يسمى بالجمهورية الصحراوية الوهمية،لكنها سحبت اعترافها بعد أن تبين لها اللبس الذي يميز أطروحتها. واعتبر أن المشكل حول الصحراء هو مغربي جزائري،وقال،في هذا الصدد،إن الجزائر لن تسمح بوجود تيارات أو انشقاقات داخل المخيمات،إلا في إطار ما يخدم مصلحتها،موضحا أن "البوليساريو" هي تحت واقع سيطرة السلطة والمخابرات والجيش الجزائري. ومن جهته،اعتبر الباحث سيدي أحمد الشرادي أن فهم مغازي تنامي ظاهرة العودة خلال الشهور الأخيرة له علاقة بالتطور الذي يشهده المغرب على عدة مستويات خلال العشرية الأولى من عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس،ويتعلق الأمر بالانفتاح والدمقرطة وإشعاع الثقافة الحقوقية.