أكدأحمد خر، ناشط حقوقي وقيادي سابق في (البوليساريو)، أن العودة المكثفة للمحتجزين بمخيمات تندوف إلى الوطن الأم تعد ضربة قاسمة لأطروحة الانفصال. وأوضح أحمد خر ، الذي استضافته القناة الثانية (دوزيم ) ضمن برنامجها "مباشرة معكم " مساء أمس الأربعاء، أن عودة المحتجزين بتندوف إلى أرض الوطن خلفت استياء في أوساط قيادة (البوليساريو)، خاصة وأن المغرب أصبح المكان الطبيعي لحل مختلف المشاكل التي يعاني منها المحتجزون في هذه المخيمات بعد انسداد آفاق الحرية والكرامة والعيش الكريم لديهم . وأضاف أن هذا " النزيف البشري باتجاه المغرب" يعكس تخلي قيادة (البوليساريو) عن أطروحتها والاهتمام بمصالحها الشخصية والاستغناء عن هموم ومشاكل ساكنة المخيمات. ودعا أحمد خر ، كل الفعاليات السياسية والمدنية وكل مكونات الشعب المغربي إلى إيلاء عناية خاصة لفئة العائدين إلى أرض الوطن من أجل توفير الإمكانيات اللازمة لاحتضانهم وإدماجهم في المجتمع المغربي. ومن جهته أكد حمدو بامبا الحافظ، صحافي سابق في إذاعة (البوليساريو) عاد مؤخرا إلى أرض الوطن، أن عدم وضوح الرؤية وانسداد الآفاق في مخيمات تندوف تعد أحد الأسباب التي تدفع ساكنة المخيمات إلى العودة إلى الوطن مشيرا إلى أن وضعية المحتجزين بهذه المخيمات مزرية. وقال إن تجربته كإعلامي مكنته من إدراك أن الصورة التي يقدمها (البوليساريو) عن نفسه غير حقيقية وأن "واقع الأمر يعكس قتامة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعيشها". واعتبر العودة الأخيرة لمجموعة من المحتجزين إلى أرض الوطن "صحوة" لدى ساكنة المخيمات، أربكت قادة (البوليساريو) الذين أصبحوا يبررون زيف أطروحتهم بادعائهم بأن العائدين إلى أرض الوطن "ليسوا صحراويين". ودعا الحافظ إلى تحديد استراتيجية من أجل إدماج العائدين حتى يتسنى لهم الانخراط في صلب المجتمع المغربي وفي الأنشطة السياسية والمدنية لتأطير المجموعات الأخرى من المحتجزين العازمة على الالتحاق، مؤكدا على ضرورة المراهنة على مبادرة الحكم الذاتي والجهوية الموسعة على اعتبار أنهما الحل الوحيد للنزاع في الصحراء.