أكدت الدول العربية والصين خلال الجلسة الافتتاحية للإجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون العربي الصيني، اليوم الخميس بمدينة تيانجين الساحلية (160 كلم شرق بكين)، على أهمية إقامة تعاون استراتيجي بعيد المدى بين الطرفين، يشمل مختلف المجالات. وأكد الطرفان، خلال هذا المنتدى الذي يعقد تحت عنوان "تعميق التعاون في كافة المجالات وتحقيق التنمية المشتركة"، على الأهمية الكبيرة التي أصبحت تكتسيها العلاقات العربية الصينية، والتطور الذي حققته على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي، ثم التنسيق على المستوى الدولي، معتبرين أن إقامة تعاون استراتيجي سيكون أفضل خيار للطرفين في القرن الواحد والعشرين. ويرأس السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون الوفد المغربي في اشغال هذا المنتدى. واعتبر موسى كوسة وزير خارجية ليبيا الرئيسة الحالية للقمة العربية، أن الدول العربية واثقة، بأنه بمقدور الصين لعب دور هام في الدفع بالمصالح الاستراتيجية مع العالم العربي الى أجواء أكثر ملاءمة، لاقامة شراكة استراتيجية بين الطرفين في مختلف المجالات. وطالب الجانب الصيني بإيلاء الاهتمام لمشاكل العرب الآنية لرفعها الى نفس مصاف العلاقات التجارية والاقتصادية الممتازة القائمة بين الطرفين، مشيرا الى أن العلاقات الطيبة المتواجدة بين الصين والعالم العربي، والتي تعود لسنوات طويلة، دليل واضح على المستوى الهام للتعاون الذي وصله الطرفان. وأضاف أن قضية فلسطين هي جوهر القضايا والأهم والاخطر، داعيا الصين التي تفهم جيدا حقائق التاريخ الصادمة في المنطقة، المساهمة بدور أكبر في إيجاد تسوية تمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. ومن جهته اعتبر رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني قبل ست سنوات، نقلة هامة في علاقات الطرفين، مشيرا الى أنه أصبح حاليا خيارا استرايتيجا بعيد المدى في القرن الواحد والعشرين، وخطوة هامة للحوار وتعزيزه. وقال ان المنتدى تمكن خلال السنوات الستة الماضية من لعب دور هام ومتزايد على صعيد تطوير العلاقات بين الطرفين في مختلف المجالات، كما ساهم في تعزيز التواصل والتعاون شامل الابعاد. وأكد أن الصين وقفت موقفا اكثر قوة الى جانب الدول العربية لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة وتحقيق الدول العربية لتنميتها حسب خصوصياتها الوطنية، كما ساهم المنتدى في دعم التعاون بين الجانبين في المجال الاقتصادي والتجاري. وقال إنه من سنتي 2004 الى 2009 ارتفع حجم التبادل التجاري بين الطرفين من 4ر36 مليار دولار الى 4ر107 مليار دولار، وارتفع حجم الاستثمارات المباشرة المتبادلة من 1ر1 مليار دولار الى 5ر5 مليار دولار، كما ارتفعت قيمة مشاريع المقاولات المبرمة بين الطرفين من 5ر13 مليار دولار الى 70 مليار دولار. وأضاف أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية فإن المستقبل واعد بالنسبة للتعاون بين الطرفين، مشير الى أن المنتدى ساهم في التقريب بين الشعبين العربي والصيني إذ نظمت لقاءات وندوات، وتكثفت العلاقات السياسية والاقتصادية، وفتحت معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في العديد من البلدان العربية، كما فتحت نوافذ للحضارة العربية في الصين. وقال إننا إذا كنا في السنوات الماضية وقفنا صفا واحدا في نضالنا من أجل الاستقلال، فإننا سويا سنعمل على مواجهة الصعوبات في تحقيق التنمية الوطنية. أما الأمين العام لجامعة الدول العربية فاشار الى أن تجربة ستة سنوات من عمر المنتدى، كانت هامة لنجعل منه أحد النماذج الناجحة للتعاون، إذ استطاع الجانبان تحقيق عدد من الانجازات الهامة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والثقافي وفي الشؤون الدولية. وأعرب عن تقدير الطرف العربي لتأييد الصين للمباردة العربية للسلام وللحقوق العربية المشروعة، مؤكدا في المقابل على التزام الجانب العربي بمبدإ الصين الواحدة وجهودها لتحقيق التنمية والازدهار للشعب الصيني. وأعرب عن أمله في أن تنضم الصين الى عضوية اللجنة الرباعية حتى تساهم في تفعيلها بشكل أكبر. يذكر أن منتدى التعاون العربي الصيني تأسس في يناير 2004، وفي سبتمبر عام 2004 عقدت دورته الأولى في القاهرة حيث انطلق المنتدى بصورة رسمية على مستوى وزراء الخارجية، ويعقد دوراته مرة كل سنتين بالتناوب بين الصين والدول العربية. وستعقد دورته المقبلة لعام 212 في تونس.