أكدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أمس السبت بالدار البيضاء ، بمناسبة تخليد الطبقة العاملة لعيد الشغل ، على أن الحوار يشكل المنهج الأنجع لمعالجة قضايا ومطالب الأجراء . وأوضح السيد علال بلعربي عضو المكتب التنفيذي ل ( ك د ش ) والكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم ، الذي تلا كلمة المكتب التنفيذي للنقابة بهذه المناسبة ، أن ( ك . د. ش ) راهنت على هذا الحوار من أجل حفظ التوازن لعالم الشغل الذي يعرف الكثير من المتغيرات بفعل العولمة والمنافسة الرهيبة . وبعد أن ذكر ، خلال الحفل الجماهيري الذي نظم بالمناسبة ، ببعض اللقاءات بين النقابات والحكومة في إطار الحوار الاجتماعي سنتي 2008 و2009 ، أكد مجددا على أن الملف المطلبي لهذه المركزية النقابية في شموليته ، يتضمن بشكل خاص الزيادة العامة في الأجور ، وتطبيق السلم المتحرك للأسعار والأجور ، والزيادة في التعويضات ، وتنظيم ترقية استثنائية ومراجعة منظومة الترقي ، ومباشرة إصلاح حقيقي لنظام التقاعد ، وتعميم التعويض عن المناطق النائية على جميع القطاعات ، واحترام الحريات النقابية. ومن بين هذه المطالب أيضا، التي تم التذكير بها خلال حفل هذه المركزية المنظم هذه السنة تحت شعار (التعبئة لتحصين الوحدة الترابية والدفاع عن القضية الفلسطينية)، تطبيق قانون الشغل ومراجعة النظام الضريبي والحفاظ على الحقوق والمكتسبات بالنسبة للجماعات المحلية وتنفيذ كل الاتفاقات والالتزامات القطاعية . وفي معرض تطرقه للقضية الوطنية، التي اعتبرها الانشغال الأول لهذه النقابة ولكل المغاربة، أكد على أهمية " تعبئة الذات الوطنية في كليتها والاعتماد على النفس للتصدي لخصوم الوحدة الترابية "، مشيرا في الوقت ذاته إلى التعنت المستمر للدولة الجزائرية وإصرارها على معاداة المغرب في حقه الشرعي ودعمها المستمر للبوليساريو في الخارج والداخل، علاوة على دعمها المادي واللوجيستكي للمجتمع المدني في الغرب ضد المغرب، وهو الموقف العدواني الذي يفرض " صياغة استراتيجية وطنية متطورة للمواجهة ". وفي سياق متصل وجه تحية إكبار وإجلال للقوات المسلحة الملكية وقائدها الأعلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وللقوات المساعدة والأمن الوطني والدرك الملكي ، على مرابطتهم بشجاعة وطنية كبرى في مواجهة أعداء الوحدة الترابية دفاعا عن الأقاليم الجنوبية ووحدة الوطن . وبخصوص الجهوية الموسعة ، شدد السيد بلعربي على أن هذه الأخيرة - التي تروم خلق الشروط الضرورية للتنمية الشاملة والبناء الديمقراطي واعتماد مبدأ الإشراك وسياسات القرب لتجاوز الاختلالات التي تشكو منها الجهات - تقتضي بالأساس " إصلاحات دستورية وسياسية وإدارية "، بما يحفظ الوحدة الوطنية ويضمن التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين المجالات . ويتطلب الأمر كذلك يضيف السيد بلعربي - التدخل القوي للدولة برفع كل أنواع التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه العديد من المناطق النائية ، وذلك بخلق البنيات التحتية الضرورية حتى لاتتحول هذه الجهات إلى عبء . وفي السياق ذاته ركزت كلمة الاتحاد المحلي للنقابة على استحضار بعض المحطات التنظيمية والنضالية والحركات الاحتجاجية بالعاصمة الاقتصادية . وقد تميز هذا الحفل الجماهيري ، الذي توج بتنظيم مسيرة جابت مختلف شوارع المدينة ، برفع شعارات ولافتات ، تدعو بشكل خاص إلى تعزيز حقوق العمال وعدم المس بكرامتهم .