أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد ياسر الزناكي، أنه على الرغم من الأزمة العالمية، يعد المغرب البلد الوحيد بحوض المتوسط الذي ارتفع التوافد عليه بنسبة ستة في المائة خلال سنة 2009. وقال السيد الزناكي، في حديث نشرته جريدة "ليكونوميست"، اليوم الثلاثاء، إنه "على الرغم من الأزمة، فإننا نبقى البلد الوحيد بحوض المتوسط الذي تجاوز خلال 2009 عتبة ستة في المائة من التوافد . وتأتي تركيا في المرتبة الثانية بنسبة اثنين في المائة (...) مما يدل على أن السياحة بالمغرب تعد صناعة متينة ومؤهلاتها ضخمة". وأشار إلى أن المملكة تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز في وقت اجتازت فيه السياحة العالمية مرحلة صعبة خلال السنوات الأخيرة بانخفاض بلغ نسبة أربعة في المائة في المتوسط. وبعد أن أوضح أن السياحة الوطنية تستند على سوقين رئيسيين (فرنسا وإسبانيا) وأن تدفقات السياح تستهدف بالأساس بعض الوجهات بالمغرب، أبرز وزير السياحة ضرورة استكشاف أسواق جديدة. وشدد على ضرورة تقويم هذا الوضع واستكشاف أسواق جديدة تتمثل في أسواق الشرق والبلدان الإسكندنافية والشرق الأوسط وشمال وجنوب أمريكا، وكذا الانخراط في سياق الجهوية والتنمية المجالية بهدف استغلال مختلف المؤهلات التي تزخر بها المملكة. وأبرز السيد الزناكي أيضا ضرورة "إعادة النظر في الحكامة، والتوجيه وتنفيذ مشاريع التنمية السياحية، وتحسين المجال السياحي في ما يتعلق بالنقل، والنظافة واحترام البيئة". وبعد أن أبرز النجاح الذي تعرفه وجهة المغرب بفضل ثرواته الطبيعية والثقافية والتراثية، اعتبر وزير السياحة أنه من الضروري الابتكار من أجل استقطاب مزيد من الرساميل عبر اقتراح أساليب جديدة للاستثمار. وفي معرض تطرقه للسياحة الداخلية، أكد السيد الزناكي أن هذا القطاع سيشكل إحدى ألولويات الوزارة بشكل لا يجعله رهينا بشكل حصري بالمداخيل السياحية الخارجية التي تتأثر بالظرفية الدولية، ولتمكين المواطنين المغاربة، كيفما كان دخلهم، من قضاء عطلهم في أفضل الظروف الممكنة. وفي ما يتعلق بتوقعات السنة الحالية، أشار إلى أن الوزارة تراهن على تسجيل "ارتفاع يفوق نسبة عشرة في المائة، أي ثلاثة أضعاف النمو المتوقع لهذا القطاع على المستوى العالمي"، بالنظر إلى أن السوق سجلت خلال الثلاثة أشهر الأولى ارتفاعا بنسبة 16 في المائة بالنسبة لعمليات التوافد، و12 في المائة بالنسبة للمداخيل، و18 في المائة على صعيد ليالي المبيت. كما أن بعض الأسواق الأوروبية سجلت، يضيف الوزير، ارتفاعا ملحوظا كما هو الشأن بالنسبة للأسواق البريطانية والإسبانية (أزيد من 20 في المائة).