على الرغم من مرور اليوم الأول لمونديال جنوب إفريقيا هادئا تماما داخل البساط الأخضر، بعد انتهاء مباراتي البداية بالتعادل، فإن الأجواء كانت ساخنة تماما على المستوى الفضائي، بعد انقطاع إرسال قناة الجزيرة الرياضية أغلب فترات المباراة الأولى التي جمعت بين جنوب إفريقيا والمكسيك، ما أحدث حالة من الارتباك الشديد داخل القناة، وتضاربت الأقوال من هنا وهناك، ولم يستوعب مسؤولو القناة هذه الصدمة التي عكرت صفو العمل في أول أيام المونديال الذي تنقله الجزيرة الرياضية على شاشتها للمرة الأولى في تاريخها، وكان المشاهد العربي هو الضحية في تلك الأزمة التي يبدو أنها ستشهد مزيدا من الفصول الساخنة في الأيام المقبلة.وأكد ناصر الخليفي -مدير عام الجزيرة الرياضية- أن التخريب الذي استهدف ضرب مصالح القناة لن يتكرر مرة أخرى، بعدما اتخذت إدارة القناة مجموعة من التدابير التي تضمن لها تفادي الوقوع فريسة في يد هواة القرصنة الفضائية، وأشار الخليفي -في البيان الذي أصدرته الجزيرة- أن ما حدث كان بهدف إفساد التغطية الرائعة للجزيرة الرياضية في المونديال، ولكن البيان خلا من الكلمات الملتهبة التي استخدمها الخليفي في بداية الأزمة، عندما صرح لقناة الجزيرة الإخبارية بأن قناته ليست قناة سياسية حتى يتم التخريب عليها، وكان غريبا أن يقحم الخليفي السياسة في بداية الأمر، ثم يخلو البيان الرسمي من الإشارة إلى السياسة بأي شكل!ومع قيام الجزيرة الرياضية بالبحث عن حلول سريعة وسط حالة الارتباك التي سادت كل العاملين بالقناة، سواء في جنوب إفريقيا أو العاصمة القطرية الدوحة، فإنه يحسب على الثنائي الأخضر بالريش وهشام الخلصي -مقدمي الاستديو التحليلي- الطريقة التي تحدثا بها عن الأزمة، لا سيما أن طريقة الخلصي كانت أشبه بمن يلقي بيانا عسكريا!الخلصي قال: نحن في قناة رياضية وليست سياسية، وسنظل صامدين ولا مجال للمزاح مع الجزيرة الرياضيةويبدو أن الخلصي سار على نفس درب الخليفي بإقحام السياسة في الأزمة، على الرغم من أن ذلك بعيد تماما، وفي المقابل فإن أيمن جادة الذي قدم الاستديو التحليلي لمباراة فرنسا مع أورجواي كان هادئا تماما، ولم يتطرق إلى الأزمة من قريب أو بعيد، ومع الإشارة إلى أن المباراة الثانية بالمونديال لم تشهد أي انقطاع للإرسال طوال المباراة، والانقطاع الوحيد حدث في نهاية الاستديو التحليلي.وفي الوقت الذي أشعل فيه بالريش والخلصي فتيل الأزمة مع النايل سات -ولو بشكل مبطن- فإن رد فعل مسؤولي النايل سات كان هادئا، ولعل تصريحات أحمد أنيس -رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات- تعكس حجم الضرر الذي لحق بالجهة المصرية أيضًا، ومن ثم فإن تصريحات بالريش والخلصي -التي حملت إدانة لنايل سات- لم تكن في محلها، بدليل أن البيان الرسمي من قناة الجزيرة لم يحمل أية إدانة للنايل سات، لا سيما وأن "أنيس" أكد أن الجانب المصري تعاون مع الجزيرة الرياضية بشكل سريع للوصول إلى حلّ لهذه الأزمة غير المسبوقة على مستوى نقل القنوات العربية لكأس العالم، ومن ثم كيف يكون هناك تعاون بهذا الشكل، ثم يتحدث بعض المذيعين بالقناة بصورة تحمل اتهامات صريحة دون وجود دليل على ذلك.ولعل تسرع بالريش والخلصي في إعلان ملاحقة الجهة المسؤولة قضائيا -يقصدان النايل سات- كان مبالغا فيه لا سيما وأنه لا يحق للجزيرة رفع دعوى قضائية ضد النايل سات، الذي تضرر هو الآخر من التشويش الذي حدث لإرسال القناة أمس، وأيضا فإن كلا من الجزيرة الرياضية والنايل سات، قد فتحا تحقيقا في الأمر وكل جهة منهما كلفت جهة معنية بالأمر للوصول إلى السبب في هذه القرصنة، وكيفية القضاء عليها وعدم تكرارها، وفي المقابل، فإن التصريحات المتسرعة التي أطلقها بالريش والخلصي لن تمر مرور الكرام، كما أكد مسؤولو النايل سات؛ لأن الاتهامات المبطنة أضرت بمصداقيتهم أمام المشاهد العربي في كل مكان.