الرباط "مغارب كم": الحاج أحمد بنخديجة في لقاء لم يحمل من القمة إلا الاسم، حقق المنتخب الجزائري فوزا صغيرا على نظيره المغربي بهدف لصفر، كان كافيا ليحيى من خلاله منتخب الخضر آماله في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقامة مطلع السنة القادمة مناصفة بين غينيا الاستوائية والغابون. فدون مقدمات، ودون الحاجة إلى جس نبض الفريق الخصم، الدقيقة الرابعة ستعلن عن ركلة حرة مباشرة نفذها اللاعب الجزائري بودبوز لترتطم كرته بالعارضة التي نابت عن حارس مرمى المنتخب المغربي نادر لمياغري ما جعلها تتحول إلى زاوية نفذها أحد اللاعبين الجزائريين الذي أرسل كرة عرضية في اتجاه مرمى المنتخب المغربي لتلامس يد اللاعب المغربي عادل هرماش المحترف في صفوف فريق لانس الفرنسي ، ليعلن حكم اللقاء ودون تردد عن ضربة جزاء أثارت حنق اللاعبين المغاربة الذين احتجوا عليها وبشدة، ضربة الجزاء انبرى لها وبنجاح اللاعب حسن يبدة في الدقيقة الخامسة معلنا عن تقدم منتخب بلاده، لتنطلق الاحتفالات بين صفوف الجماهير الجزائرية التي احتفلت بالهدف عن طريق إطلاق الشماريخ بين مدرجات ملعب 19 ماي بمدينة عنابةالجزائرية و الذي اكتظ بأزيد من 50 ألف متفرج، من ضمنهم أنصار الفريق الضيف ( المغرب). المنتخب المغربي لم يستطع القيام بردة فعل بسبب النرفزة التي ظهرت على لاعبيه، وهو عامل استغله ثعالب الصحراء ( لقب المنتخب الجزائري) جيدا لينوموا اللقاء ويتحكموا في مجرياته ، عن طريق تمكنهم من افتكاك عدد مهم من الكرات في وسط ميدان المنتخب المغربي الذي لم يستطع بناء ولو هجمة منظمة بسبب تباعد الخطوط وعزلة المهاجم المغربي مروان الشماخ، الذي يبدو أن غيابه عن لقاءات فريقه أرسنال الانجليزي قد أثر على حساسية اللاعب التهديفية. وبالعودة إلى المنظومة التكتيكية التي دخل بها كل من المدرب عبد الحق بن شيخة وكذا المدرب البلجيكي إريك غريتس ربان أسود الأطلس( لقب المنتخب المغربي) فإن كليهما لعبا بخطة 4/3/3 وهي خطة هجومية بحثة، إلا أن العناصر الجزائرية وحين خسارة الكرة كانت تحول الخطة إلى 4/5/1 ليظل المهاجم الجزائري عبد القادر غزال وحيدا في الهجوم مقابل دفاع شبه كلي لزملائه، وقد حاول اللاعبون المغاربة في مناوراتهم المحتشمة فك طلاسيم دفاعات الخصوم إلا أن محاولاتهم لم تشكل أي خطر على حارس المرمى الجزائري، ليعلن حكم اللقاء عن انتهاء الشوط الأول بتقدم النخبة الجزائرية بهدف لصفر، وسط احتجاجات متكررة من قبل عناصر المنتخب المغربي على الحكم، ما يفسر الضغط الكبير والنرفزة الزائدة التي تملكت اللاعبين المغاربة. الشوط الثاني لم يكن أفضل من سابقه من حيث الأداء حيث ظلت الكرات تتناقل على مستوى وسط ميدان الفريقين، مع تفوق ملحوظ للمنتخب الجزائري في الالتحامات الثنائية وافتكاك الكرات ، حيث يعود الفضل في ذلك إلى البنية الجسمانية القوية التي يتمتع بها اللاعبون الجزائريون وكذا انضباطهم التكتيكي لأوامر المدرب بن شيخة وحضورهم الذهني الذي غاب عن العناصر المغربية. الغائب الحاضر عادل تاعرابت نجم فريق كوينز بارك رانجرز الانجليزي والذي حاز في بحر هذا الأسبوع على جائزة أفضل لاعب في الدرجة الأولى للدوري الإنجليزي حاول أن يقلق راحة الحارس الجزائري الرايس بولحي في محاولتين خجولتين في الدقيقة 64 و 68 من الشوط الثاني، بيد أن مروان الشماخ مهاجم المنتخب المغربي كاد أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة 68 لكن الكرة رفضت ولوج المرمى الجزائرية على دفعتين ، بعد أن سدد كل من الشماخ وبلهندة، لكن محاولتهما وجدت دفاعا وحارسا في المكان المناسب. وفي آخر دقائق المباراة عمد المدرب البلجيكي على إجراء تغييرات بإدخاله لكل من يوسف بلعربي وكذا اللاعب السعيدي لتحسين التدفق الهجومي لمنتخبه، إلا أن بن شيخة كان له رأي آخر حيث عمد إلى إجراء ثلاث تغييرات كلها دفاعية بإخراج لاعبي الوسط وإدخال مدافعين قصد الحفاظ على نتيجة المباراة وهو ما تأثى له. وبذلك يتمكن المنتخب الجزائري من تحقيق فوز مستحق وإن كان على حساب المستوى التقني، فوز جعله ينافس وبقوة على البطاقة الوحيدة التي تتصارع عليها أربعة منتخبات إفريقية للتأهل للكأس الإفريقية سنة 2012، وهي على التوالي منتخبات إفريقيا الوسطى المغرب الجزائر وتنزانيا التي تحتل الرتبة الاولى برصيد اربع نقاط لكل منها، من انتصار وتعادل وهزيمة للفرق الاربعة المشكلة للمجموعة الرابعة. لقاء المنتخبين الجارين الجزائري والمغربي وإن شهد احتكاكات بين اللاعبين واحتجاجات متكررة على الحكم خاصة من الطرف المغربي، إلا أن الروح الرياضية هي التي انتصرت في الأخير، في مباراة مغاربية باحت بكل أسرارها لمنتخب الخضر الذي لعب بروح قتالية وإصرار على الفوز أكثر من نظيره المغربي، على الرغم من الضغط الكبير الذي كان يطوق أعناق العناصر الجزائرية قبيل انطلاق المباراة بحكم تذيلهم للمجموعة الرابعة برصيد نقطة واحدة من تعادل وهزيمة.