طلبت جمعية الصحراء المغربية، من الشركة الفنلندية المصنعة للهواتف النقالة "نوكيا" الاعتذار رسميا للمغاربة، كون هواتفها من الجيل الجديد، المزودة بنظام (ج ب س) ضمنت في برامجها خرائط انتقصت المحافظات الصحراوية الجنوبية من التراب المغربي. ووصف رضا الطاجني، رئيس الجمعية، ما وقعت فيه" نوكيا" بالخطأ الجسيم والمستفز، ما يتوجب عليها الاعتذار للشعب المغربي الذي قال إنه ضحى من أجل وحدة ترابه الوطني. وكشف الطاجني، أن الجمعية التي يرأسها، فاتحت الشركة في هذا الأمر بكيفية ودية وسرية، لكنها لم تغير شيئا على حد قوله ، طبقا لما نقلته عنه وكالة" إيفي "الإسبانية مساء الخميس ، ولذلك قرر الاحتجاج على التصرف، بشكل علني . وحسب، ذات المصدر، فإن وزارة التجارة والصناعة المغربية ، أشارت إلى الخطأ الذي وقعت فيه "نوكيا" دون أن تعمد السلطات المغربية إلى مصادرة ذلك الصنف من الهواتف، بل الشركة هي التي قامت بسحبها من الأسواق وانتهى المشكل.غير أن رئيس الجمعية المشتكية يصر على اعتذار" نوكيا " أولا وكذلك شركتي خدمات الهاتف النقال في المغرب اللتين روجتا البضاعة . وأضاف المصدر الإعلامي أن مسؤولي "نوكيا" في المغرب امتنعوا عن الإدلاء بأي توضيح بخصوص المشكل، فيما نفى فرع الشركة في دبي والشرق الأوسط ،علمه بهذا الخطأ التقني. ومن جهتها،اعترفت شركة "اتصالات المغرب"، الفاعل التاريخي في خدمات الهاتف، أنه منذ حوالي شهر ونصف، تم اكتشاف " الخلل" في خرائط الهواتف، وعولج الأمر بكيفية ودية مع الشركة المصنعة في إطار سياسة فض الخلافات التجارية. وبالفعل تم سحب الهواتف من السوق وطلب من الزبائن الذين حصلوا عليها مراجعة "اتصالات المغرب" لاستبدال الهواتف بأخرى ليس فيها ذلك العيب التقني والسياسي. وليست هذه المرة الأولى التي ينشب فيها خلاف بين السلطات المغربية وبعض الشركات الأجنبية التي لا تراعي مشكل الصحراء، وغالبا ما تتم تسويته في هدوء ودون جلبة إعلامية ، كما أن مطبوعات أجنبية تقع في نفس الخطأ حين تنشر خرائط توضيحية اقتطعت منها الصحراء أو تضع عليها علامات أو لونا خاصا ما يوحي أنها ما زالت محل نزاع. وأحيانا تضطر السلطات إلى منع توزيع وتداول تلك المطبوعات. وفي هذا السياق ، سبق لشركة "ماكدونالد" المتخصصة في الأكلات الخفيفة، أن ارتكبت خطأ مماثلا، فقررت في ديسمبر 2008 سحب لعب للأطفال قدمت لهم مجانا مع وجبة أعدت خصيصا لهم وبثمن مغري، لكن الخريطة المرسومة على الهدية كانت خالية من المحافظات الصحراوية، ما حمل الشركة على الاعتذار طواعية وانتهى المشكل في المهد بتغييب تلك اللعب وتم وضع حدد للحملة الإعلامية التي تعرضت لها الشركة.