قال اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس المجلس العسكري بالمجلس الانتقالي المناهض للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، إنه لم يعد هناك أي خيارات أمام القذافي سوى الانتحار أو الاستسلام، مؤكدا أن الثوار سوف يستعيدون مجددا السيطرة على المدن الليبية التي زعم نظام القذافي أمس أنه دخلها، واستعاد زمام الأمور عليها. وأشاد يونس بالموقف السعودي والخليجي والعربي تجاه الوضع الراهن في ليبيا، مشيرا إلى أن فرض الحظر الجوي على الطائرات الحربية للقذافي ستجعل الكفة في موازين القوى بينه وبين الثوار تتساوى إلى حد ما. واعتبر يونس في حوار خاص أدلى به مساء أمس عبر الهاتف ل«الشرق الأوسط» من مقره في مدينة بنغازي، أن القذافي بات بين شقي الرحى، وأن فرض الحظر الجوي على نظامه وطائراته سيجعل موازين القوى تتساوى مع الثوار. وكشف يونس، وهو أحد الأعضاء البارزين فيما كان يسمى «مجلس قيادة الثورة التاريخية في ليبيا»، النقاب ل«الشرق الأوسط» عن أن اللواء أبو بكر جابر يونس، وزير الدفاع الليبي، الذي لم يظهر على الملأ مطلقا منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام القذافي في السابع عشر من الشهر الماضي، قد يكون معتقلا، وقال إنه رجل وطني ومتدين لا يمكن أن يقتل شعبه. وانشق يونس، الذي شغل منصب أمين اللجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزير الداخلية) على نظام القذافي في ضربة سياسية ومعنوية كبيرة خلال الأيام الأولى للثورة الشعبية ضده، وكذب ما قاله القذافي عن أنه انضم للثورة تحت التهديد أو أنه أصيب بطلق ناري.. وفيما يلي نص الحوار. * كيف ترى الموقف العسكري بعد زعم نظام القذافي سيطرته على عدة مدن ليبية؟ - أنت تعرف أن هذه المدن تقع على الساحل والصحراء. والمنطقة الصحراوية من الناحية العسكرية يصعب التمسك بها. فهم يتمسكون بها فترة ونحن نتمسك بها فترة، وميزان القوى ليس متكافئا. هم معهم أسلحة ثقيلة، بينما يقاتل شبابنا المدني بأسلحة خفيفة ومتوسطة، لكن هذه مرحلة، ومن المؤكد خلال ساعات سنرجع للسيطرة عليها، فهذه ليست أول مرة، بل المرة الثانية. * أنت تؤكد إذن أن الثوار سيستعيدون السيطرة مرة أخرى على هذه المدن؟ - أكيد طبعا، إن شاء الله، وهي الطريق إلى سرت وطرابلس. * هل هناك موعد محدد للاقتراب من سرت أو السيطرة على طرابلس؟ - لا ينفع الكلام عن ذلك، لكن قريبا ستسمعون أخبارا جيدة، بإذن الله. * حسنا لا نريد كشف أسراركم العسكرية، لكن إجمالا ما هو الموقف العسكري الآن في ليبيا؟ - الموقف العسكري يتمثل في شقين؛ الأول شعبي، وطبعا الناس كلهم يقاتلون، سواء أولئك الذين معهم سلاح، أو الذين لا يتوفرون على سلاح، الشعب معنا، وجزء بسيط منه هو الذي يقف مع القذافي. والجيش لن يقدر على المقاومة كثيرا، وإن شاء الله النصر للشعب. * يقال إن الثوار يعانون من نقص في العتاد والسلاح؟ - بالتأكيد هناك نقص، لكننا نقاتل بالموجود، وهناك دول صديقة وشقيقة، منها مصر، بالتأكيد ستتعاون معنا لو طلبنا منها إمدادنا بالسلاح، وهناك دول الخليج التي كان موقفها ممتازا معنا في الدعوة لفرض الحظر الجوي، وأرسلت مساعدات إنسانية، فهم يقفون معنا موقف أشقاء عرب، خاصة السعودية وقطر والإمارات. * ما الذي تتوقعه من العرب في هذه المرحلة؟ - (ضاحكا) أنت تعرف أن العرب في المواقف الصعبة رد فعلهم دائما يكون ضعيفا ومتأخرا، لكن الحمد لله مؤخرا حثوا المجتمع الدولي على الحظر الجوي، وهذا شيء مهم لنا، ويعتبر انتصارا كبيرا للعرب بعد طول انتظار. * واضح أنكم تعانون من نقص غطاء جوي هل أنتم بصدد الحصول على طائرات أو سلاح مضاد لطائرات القذافي؟ - طبعا بمجرد فرض الحظر الجوي سيوقف طائراته، وستصبح الكفة تقريبا متساوية أو على الأقل متساوية بحيث أن المواجهة تبقى على الأرض فقط. * الآن يزعم الناطق باسم الجيش الليبي أن هذا الأخير لا يقتل مدنيين؟ - دائما ما يتحدث عن أشياء كثيرة، وفي المقابل هناك مراسلون صحافيون من كل دول العالم، وتلفزيونات العالم، يرون بأعينهم حقيقة الأمور، وينقلونه للرأي العام. * من واقع معرفتك بشخصية العقيد، ما هي الخيارات المتاحة أمام القذافي؟ - لا توجد لديه أي خيارات، الخيارات هي ما يريده الشعب الليبي والمجتمع الدولي، فهو بين شقي الرحى، كما يقال. * تعني أنه سيستسلم أو ينتحر؟ - حاجة من الاثنين. * هل في تقديرك أن لدى العقيد الشجاعة لكي ينتحر؟ - الله أعلم، المهم النهاية قريبة هذا ما أؤكده لك. * وماذا عن اللواء أبو بكر يونس.. هل هو معتقل أم ماذا؟ - قد يكون معتقلا، لأننا لم نسمع عنه أي تحرك، هذا رجل وطني ومتدين، ولا يمكن أن يشارك في قتل شعبنا.