احتشد الاف التونسيين اليوم الاحد لاستقبال الزعيم الاسلامي راشد الغنوشي الذي عاد الى بلاده بعد 22 عاما في المنفى في مؤشر قوي على التغيير الذي اجتاح البلاد هذا الشهر. وعاش الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في لندن منذ عام 1989 عندما نفاه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطيح به في احتجاجات شعبية في 14 يناير كانون الثاني. وكان الاسلاميون أقوى قوة معارضة في تونس عندما شن بن علي حملة قمع ضدهم قبل عقدين لكنهم لم يلعبوا دورا بارزا في الثورة الشعبية التي اطاحت ببن علي. ويقول محللون انهم قد يبرزوا مجددا كقوة سياسية ذات ثقل. وكان تجمع أنصار حزب النهضة في مطار تونس اليوم الاحد أكبر استعراض للقوة من جانب الحزب منذ عقدين عندما زج بن علي بهم في السجون. وهتف الحشد الذي يتألف معظمهم من الشبان "الله أكبر". كما قالوا ان الاسلاميين لن يستسلموا. وحاول رجال أمن المطار جهدهم للسيطرة على الحشد الذي امتد الى موقف لانتظار السيارات. وأكد حزب النهضة الذي يقول انه يتبنى ايديولوجية تشبه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا التزامه بالديمقراطية. ويقول خبراء في الاسلام السياسي ان أفكاره تعتبر من بين أكثر الافكار اعتدالا بين الجماعات الاسلامية. ورفع أنصار الغنوشي لافتات كتبوا عليها "لا للتطرف ... نعم للاسلام المعتدل" و"لا خوف من الاسلام". ووقفت مجموعة من النساء لتقديم الورود له. وقال محمد هباسي أحد أنصار حزب النهضة "لا نريد دولة اسلامية .. نريد دولة ديمقراطية ... لقد عانينا الكثير من نقص الديمقراطية". وكانت مجموعة من نحو عشرة علمانيين تمسك بلافتات مكتوب عليها "لا للتيار الاسلامي ... لا للحكم الديني ...لا للشريعة ولا للغباء". وقال الغنوشي ل "رويترز" في تصريحات قبل يوم من عودته "سيكون دورنا المشاركة في تحقيق اهداف هذه الثورة السلمية وهي ارساء نظام ديمقراطي وعدالة اجتماعية ووضع حد للتمييز ضد الجماعات المحظورة، لقد سقط الدكتاتور واريد ان اكون في البلاد". وأضاف "نحن نشارك حتى نستطيع الانتقال من نظام الحزب الواحد الى نظام متعدد الاحزاب بشكل حقيقي دون فساد أو قمع". ومن المتوقع أن يشارك الحزب في الانتخابات القادمة التي لم تحدد الحكومة المؤقتة موعدها حتى الان. لكن الحزب لن يسمي مرشحا رئاسيا وقال الغنوشي /69 عاما/ انه لا يريد تولي اي منصب عام. وخلال الايام القليلة الماضية تراجعت الى حد كبير الاحتجاجات التونسية التي تردد صداها في العالم العربي وألهمت المصريين للنزول الى الشارع في أعقاب اعلان حكومة انتقالية جديدة خلت في معظمها من بقايا نظام بن علي.