تُعقد اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، حزب الغالبية في الجزائر، اليوم، للنظر في الأزمة الداخلية التي تعصف بالحزب منذ أسابيع. وفضّل الأمين العام للحزب عبدالعزيز بلخادم فتح أشغال اللجنة على الصحافة والجمهور عبر شبكة الإنترنت لمدة ثلاثة أيام، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها نوع من «استعراض القوة» لتأكيد قدرة بلخادم على إلحاق الهزيمة بخصومه في اللجنة المركزية. وقبل عقد اللجنة المركزية، وجّهت حركة «تقويم وتأصيل» مسار جبهة التحرير الوطني، التي يقودها وزراء ونواب يكنّون الخصومة للأمين العام الحالي، نداء إلى جميع «المناضلين والمجاهدين» لمقاطعة دورة اللجنة المركزية، محذّرة «المناضلين» من «مغبّة الوقوع تحت طائلة محاولات إنقاذ المواقف التي تصدر عن الأمين العام». لكن الأمين العام وأعضاء مكتبه السياسي يبدون، في المقابل، تفاؤلاً مفرطاً في قدرتهم على إطاحة خصومهم داخل اللجنة المركزية. وقال مصدر حزبي ل «الحياة»، أمس، إن بلخادم اقترح للمرة الأولى «عرض الأشغال المغلقة على شبكة الانترنت في شكل مباشر للجمهور ودعوة الصحافة إلى تغطيتها». وأضاف: «ترى قيادة الحزب أنه ليس أفضل من إبراز آراء أعضاء اللجنة المركزية وعددهم يفوق الثلاثمئة أمام مناضلي الحزب في الولايات لقطع دابر (الحركة) التقويمية التي تزعم أن لها سنداً من المناضلين». لكن أعضاء «حركة التقويم والتأصيل»، وفيهم عدد من أعضاء اللجنة المركزية، قرروا مقاطعة دورة اللجنة المركزية. وقالت الحركة إن «خيار المقاطعة جاء استجابة لمطالب القواعد النضالية وحتى لا نضفي الشرعية على هيئة فقدتها (أي الشرعية) بفعل الخروق القانونية التي طاولت القانون الأساسي وبالتحديد قانون الأحزاب بصفة عامة». ولم يكتف الأعضاء القياديون في «الحركة التقويمية» بمقاطعتهم لأشغال الدورة العادية للجنة المركزية، بل وجّهوا نداء إلى جميع مناضلي جبهة التحرير «الغيورين على الحزب أن يتغيّبوا عن الدورة حتى لا يكونوا أداة لتغطية النزوات الشخصية، وتوخي الحذر والحيطة (إزاء) ما قد يصدر عن الأمين العام من سيناريوات بهلوانية، من جملتها الاستقالة الوهمية الهادفة إلى تجديد الثقة المصطنعة أو القيام بتغيير المكتب السياسي لإرضاء الغاضبين». لكن الأمور تسير على ما يبدو في مصلحة بلخادم، بحساب ما قال عدد من أعضاء اللجنة المركزية الذين وفدوا أمس إلى فندق «مزفران» في زرالدة في العاصمة. ولاحظت «الحياة» وصول غالبية أعضاء اللجنة ومنهم أعضاء يمثّلون مكاتب الجبهة في دول أوروبية بعدما حضّهم بلخادم على حضور الدورة «لقول كلمتهم».