"الخبر" عنابة: شحتي نبيل وهران: م. بن هدار تمكن خفر السواحل التونسية، عشية أول أمس، من توقيف 36 ''حرافا'' جزائريا على بعد 10 أميال بحرية من شواطئ مدينة طبرقةالتونسية، كانوا يستعدون للإبحار نحو سيردينيا الإيطالية. حسب المعلومات التي حصلت عليها ''الخبر''، فإن توقيف هؤلاء الحرافة الجزائريين، الذين ينحدرون من ولايات سكيكدة والطارف وعنابة، جاء إثر تلقي خفر السواحل التونسية اتصالات من القوات البحرية الجزائرية، تفيد بوجود قاربين من صنع تقليدي على متنهما مجموعة من الحرافة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة يتواجدون في حالة حرجة، جراء انقلاب قاربيهما بسبب الرياح والأمواج العاتية التي اجتاحت السواحل الشرقية للجزائر من شواطئ القالة امتدادا إلى شواطئ مدينة طبرقةالتونسية. وذكرت المصادر ذاتها بأن استغلال خفر السواحل التونسية للمعلومات التي زودتهم بها عناصر قيادة الواجهة البحرية الشرقية، مكنت من إنقاذ هؤلاء الحرافة من الموت الأكيد، جراء عدم قدرة قائدي القاربين التقليديين من التحكم في وجهة الإبحار نحو جزيرة سيردينيا الإيطالية، حيث زادت الرياح وارتفاع الأمواج في تحطيم القاربين وسقوط معظم الحرافة الذين حاولوا التشبث بالهيكل الخشبي للقاربين، إلى حين قدوم فرق الإغاثة المدعمة، حسب المصادر ذاتها، بقوارب النجدة التابعة لفرق خفر السواحل التونسية، الذين قاموا، أول أمس، في حدود الساعة الخامسة مساء بنقل الضحايا الذين كانوا في وضعية خطيرة إلى وحدات خفر السواحل بمنطقة طبرقةالتونسية، أين قدمت لهم الإسعافات الأولية والرعاية الصحية من طرف عناصر الحماية المدنية التونسية. وأشارت مصادر أخرى إلى احتمال نقل بعض الحرافة الجزائريين إلى المستشفى، بسبب تدهور حالتهم الصحية من جراء قوة الأمواج، التي قذفت بهم إلى مسافات بعيدة عن مكان وقوع حادث انقلاب القاربين، إضافة إلى قوة التيار الذي سحب قوارب الحرافة إلى داخل الحدود البحرية التونسية، بعدما كانوا يعتقدون بأنهم يسلكون اتجاه جزيرة سيردينيا الإيطالية قبل أن تفاجئهم الأمواج. وأكدت المصادر ذاتها بأن قيادة القوات البحرية الجزائرية تجري اتصالات دائمة مع قيادة خفر السواحل التونسية للاطمئنان على حال الحرافة الجزائريين، في انتظار أن يتدخل الممثل الدبلوماسي للقنصلية الجزائرية في تونس للإطلاع على وضع الموقوفين، خاصة وأنه من المنتظر أن يمتثل هؤلاء الحرافة ال36 أمام القضاء التونسي، بعدما يتم الانتهاء من إجراءات الرعاية الصحية، والإخضاع العادي للاستجواب الأمني من طرف فرق الشرطة البحرية التونسية. ويبقى انشغال الأولياء حول الفترة التي ستستغرقها إجراءات ترحيل أبنائهم إلى الأراضي الجزائرية، في ظل المخاوف السابقة التي كان يتحدث عنها ممثلو جمعية الحرافة المفقودين، والمتمثلة في اختفاء العشرات من الحرافة الموقوفين في عرض السواحل التونسية. من جهة أخرى مثل أمس 110 ''حراف'' أمام محكمة عين الترك بوهران ينحدرون من مناطق مختلفة، من أجل محاكمتهم بتهمة الهجرة غير الشرعية. المحاكمة دامت إلى ساعة متأخرة من مساء أمس من فرط العدد الهائل من المتهمين الذين عجت بهم قاعة الجلسات. هؤلاء الذين فشلوا في الهجرة سرا إلى إسبانيا بعدما حاولوا استغلال تحسن الأحوال الجوية خلال اليومين اللذين تميزا بطقس جميل هدّأ من روع البحر. ووقعوا في نهاية الأمر بين مصالح الأمن التي حققت معهم قبل تسليمهم للعدالة.