بعد مرور 16 سنة بالتمام والكمال عن وفاة الأديب والباحث الجزائري عبد المجيد طالب، تصر عائلته على لسان زوجته وأبنائه الخمسة على تقديم رسالة دكتوراه الراحل التي كان من المفروض أن يناقشها في سبتمبر 1994 بالقاهرة. ولكن المرض أقعده الفراش بسبب أزمة على مستوى الأعصاب أعادته إلى الجزائر وأدخلته المستشفى، حيث فشلت الجراحة في إنقاذه، فتوفي في ديسمبر 1994، وكان من المفروض أن يشرف على مناقشة دكتوراه الراحل الكاتب المصري المعروف محمود فهمي حجازي، الذي شغل منصب أستاذ بجماعة القاهرة وهو نفسه الذي أشرف على مناقشة رسالة ماجستير الراحل في عام 1979 بجامعة القاهرة في بحث بعنوان "الألفاظ الثقافية في رسائل العصر العباسي.."، ومنذ وفاة الأستاذ عبد المجيد طالب وعائلته تحاول مناقشة أو طبع رسالة الدكتوراه الجاهزة والتي تمتلك العائلة نسخة منها على أمل تكريم الراحل بدكتوراه بعد وفاته وتمكين أبنائه من تحسين قيمة المعاش الذي لا يزيد عن 9800 دج للشهر الواحد، وكان الأستاذ عبد المجيد طالب وهو من مواليد 1947 بقرية سيدي عبد العزيز بولاية جيجل قد عشق الأدب العربي وعشق السفر إلى المشرق منذ صباه، فحصل على شهادة البكالوريا في مدينة غزة الفلسطينية ثم سافر إلى العراق حيث حصل على شهادة ليسانس من جامعة بغداد واختار بعد ذلك القاهرة التي عاش فيها، وبعد زواجه عام 1976 في سن 29، سكن القاهرة إلى أن عاد إلى الجزائر حيث شغل منصب أستاذ أدب في جامعة محمود منتوري بقسنطينة ولكنه حافظ على سفرياته نحو القاهرة وسكنه في شارع البنك، وكان أمله أن يحصل على الدكتوراه ويعود بصفة نهائية إلى الجزائر، وعندما توفي ترك في بنك الاعتماد في القاهرة مبلغا ماليا قدره حوالي 5000 دولار، ولكن إفلاس البنك بخّر معه المبلغ المالي، معاناة عائلة الأستاذ الجزائري لم تتوقف عند مبلغ 9800 دج الذي تعيش منه عائلته المكونة من ستة أفراد وإنما في نسيان الكلية نهائيا عائلة الفقيد إلى درجة أن إدارة الجامعة عرضت على زوجته الأرملة العمل كمنظفة لأجل مساعدة أفراد العائلة.. هل يعقل مناقشة رسالة دكتوراه لأستاذ متوفي منذ 16 سنة؟ سؤال طرحناه على عدد من عمداء الكليات فاختلفوا في الإجابة رغم أنهم أجمعوا على أنهم لم يشهدوا ولم يسمعوا عن حادثة مماثلة.