قالت رشيدة داتي، نائب البرلمان الأوروبي، ووزيرة العدل السابقة في حكومة فرانسوا فيون، إنها تستبعد أن تدخل الجزائر والمغرب في مواجهة عسكرية، على خلفية الاحتقان الموجود بين البلدين بسبب القضية الصحراوية. وتحاشت رشيدة داتي إبداء موقف صريح حيال رؤيتها للنزاع الجزائري المغربي على خلفية القضية الصحراوية، وقالت في ندوة صحفية عقدتها، أمس، بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، عقب محاضرة نشطتها حول ''الاتحاد من أجل المتوسط'': ''لا أعتقد أن الدولتين ستدخلان في مواجهة عسكرية يوما ما.. أعرف أنه على رأس الدولتين مسؤولين حقيقيين وأنا تحدثت مع قيادات مغربية، إنهم يحترمون كثيرا نظراءهم الجزائريين''. وأشارت داتي وهي من أب مغربي وأم جزائرية، إلى أن النزاع بين الجزائر والرباط أثر عليها وعلى عائلتها، شخصيا وسياسيا، وقالت ''ماذا أفعل فأبي مغربي وأمي جزائرية، لا أستطيع الميل لاي كفة.. لا أستطيع التفضيل بين البلدين تماما كما لا أستطيع أن أفضل أبي على أمي، ولا أمي على أبي.. نأسف لما وصلت إليه العلاقات بين دولتين وشعبين يدينان بالإسلام ولهما عادات وتقاليد مشتركة وثقافة واحدة''. غير أن نائب البرلمان الأوروبي التي كانت رفقة سفير فرنسابالجزائر، كزافيي دريانكور، قاربت الموقف المغربي في قضية الصحراء الغربية ولامست الموقف الفرنسي حيالها، لما حاولت تبرير موقفها الرافض لاستحداث لجنة تحقيق في أحداث مدينة العيون الصحراوية، طالبت بها لائحة الاتحاد الأوروبي لرفعها إلى الهيئة الأممية، وحاولت داتي أن تنفي ''النزعة الشخصية'' في عدم تصويتها على لائحة الاتحاد الأوروبي لصالح التحقيق في أحداث العيون، وقالت إن قرارها برفض المصادقة، مرده أن البرلمان الأوروبي لم يستبق جلسة المصادقة بجلسة نقاش ''لنعرف جيدا محتوى اللائحة وأنا لا أصادق على أشياء لم أطلع على فحواها''، وأضافت ''لم تكن لدينا معلومات عما جرى بالعيون.. كان لزاما على البرلمان أن يعطينا الوقت الكافي لدراسة اللائحة''. وعبرت داتي عن موقف مغربي في أحداث العيون، وما صاحبها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، قائلة ''لا يعقل أن نأتي بصور لأطفال غزة ونقول إنها ملتقطة من واقع أطفال العيون''. وأبدت المتحدثة رفضا للطرح الذي ساقه الصحراويون في تنديدهم بالهجوم المغربي على مخيم العيون، وتناقلته كبرى القنوات والمواقع الإلكترونية العالمية، بينما وضعت نفسها في حرج لما قالت ''أحب الشعب الجزائري لأنه يحب وطنه، وأنا أحب من يحب وطنه''. وفي الوقت ذاته، لم تجب عن سؤال صحفي ''كيف تحبين من يحب وطنه.. الصحراويون أيضا يحبون وطنهم، لكنهم لم يجدوا المساندة منكم''. ودعت داتي الجزائر والمغرب ''إلى التحلي بالمسؤولية''، ولم تنف المتحدثة تأثير الخلاف بين البلدين حول الصحراء الغربية على حلم الاتحاد المغاربي كما الاتحاد من أجل المتوسط، بشكل اعترفت فيه أن الانسداد الذي تعرفه القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، عطل تقدم الحوار بين دول الجنوب وأوروبا، مشددة على أن ''الجزائر شريك لا غنى عنه لدى الاتحاد الأوروبي''. في سياق مخالف، قالت رشيدة داتي إن إيجاد حل للهجرة السرية رهان حقيقي في مسار الحوار الأوروبي الجنوبي، وأوضحت ''اتهمنا بالعنصرية وعدم احترام حقوق الإنسان لما أردنا تقنين الهجرة''، وتابعت ''أوروبا تحارب الإرهاب ولا تحارب الإسلام البريء من الإرهاب والبربرية.. فرنسا تشجع الهجرة من أجل العمل والهجرة العائلية، لكن لا يعقل أن نستمر في انتشال الجثث''، على أن ''أوروبا مستعدة لدعم دول الجنوب لإرساء مشاريع تنموية ولم نقل إن التكنولوجيا لأوروبا ولا شيء لكم.. والجزائر مستعدة للتعاون''.