انكشفت فضيحة جديدة في قطاع الطاقة لم تتضح تفاصيلها إلا أشهرا قليلة قبل تنظيم تظاهرة أسبوع الطاقة، وأهم ما انفضح هو المؤامرة الذكية التي اقتسمت فيها الأدوار شركتان بريطانيتان، واحدة حصدت ملايين الدولارات في لندن بالاحتيال من وراء تنظيمها تظاهرة أسبوع الطاقة .2008 الشركة البريطانية الثانية هي التي نظمت مؤتمر الغاز ال16، وهي الوحيدة المرشحة للظفر بصفقة أسبوع الطاقة في ماي المقبل، باعتبار أنه لا يوجد عالميا سوى هاتين الشركتين المتخصصتين في تظاهرات عالمية بهذا الحجم، واحدة لا أمل في عودتها بعد الفضيحة، والثانية لها رصيد في فضائح مؤتمر الغاز. وجه التآمر يتمثل في الاحتيال الذي قامت به شركة ''سي.دابل يو.سي'' التي ما كانت لتتمكن من افتكاك صفقة تنظيم تظاهرة أسبوع الطاقة لسنة 2008 لو لم تجد شركة جزائرية تدخل في شراكة معها مناصفة، وتشكلت شركة مختلطة حملت ''اسم سي.أي.سي''، وفازت هذه الأخيرة بصفقة تنظيم أسبوع الطاقة قبل سنتين، منحتها لها هيئة قطاع الطاقة، وهي فرع لسوناطراك مهمتها منح صفقات تنظيم التظاهرات واسمها شركة ترقية وإنجاز وتطوير الخدمات والعلاقات العمومية ''سوبيراب''. وخططت الشركة البريطانية ''سي.دابل يو.سي'' بعد افتكاكها الصفقة لتحصيل حقوق مشاركة كل الهيئات البترولية العالمية في لندن، وضخت الأموال في حساباتها في لندن ودول أخرى بالأورو والدولار، بينما لم تدفع للشركة المختلطة التي يملك فيها المؤسسة الخاصة الجزائرية 50 بالمائة سوى حقوق مشاركات المؤسسات البترولية والنفطية العمومية في الجزائر وبالعملة الوطنية. ولم تكف العائدات سوى لتغطية تكاليف التظاهرة وأرباح ضئيلة للطرف الجزائري الذي اختاره البريطانيون للإيقاع به وتركته بعد مغادرة الجزائر يتخبط في مشاكل وديون لدى الضرائب. وتبين أن ما قامت به ''سي.دابل يو.سي'' البريطانية ليس سوى اقتسام أدوار لتمكين وجهها الآخر وشريكها غير المعلن، وهي الشركة البريطانية ''أي.تي.أو''، من الظفر بصفقة تنظيم تظاهرة أسبوع الطاقة الذي كان مسطرا في نوفمبر الماضي وتأجلت إلى شهر ماي .2011 وتعتبر هذه الشركة الوحيدة القادرة للترشح لتنظيم التظاهرة بعد انسحاب منافستها ظاهريا بسبب احتيالها سنة .2008 وللعلم فإن شركة ''أي.تي.أو'' هي من أشرفت على تنظيم مؤتمر الغاز 16 في وهران بموجب اتفاقية مع ''سوبيراب'' فرع سوناطراك، ولم تنته بعد التحقيقات حول تبديد الملايير التي التهمها جانب التنظيم والإنجاز والتجهيز لتلك التظاهرة. لكن ما يبقى مطروحا هو أن فرع سوناطراك ''سوبيراب'' تقرر حلها بتاريخ 8 نوفمبر الماضي، وهي الهيئة التي من المفروض أن تشرف على منح صفقة التنظيم لتظاهرة أسبوع الطاقة المقبل، فضلا على أن فرع سوناطراك ''سوبيراب'' تربطه اتفاقية مع الشركة الفرنسية ''جي.أل.ايفنت'' لتسيير قصر معارض الطاقة في وهران المنجزة هياكله في إطار إنجاز هياكل مؤتمر الغاز أل''16''، وهنا يبقى مصير الاتفاقية بعد حل الشركة مجهولا رغم أنها مبرمة لمدة 12 سنة. ويذكر أن ''سوبيراب'' تأسست سنة 2006 وتم حلها بتاريخ 8 نوفمبر الماضي، وتقرر إحالة مديرها على التقاعد وهي مملوكة ب60 بالمائة من الأسهم من طرف سوناطراك و10 بالمائة للطاسيلي إيرلاينز والمؤسسة الوطنية للآبار والمؤسسة الوطنية للأشغال العمومية وشركة تسيير المنطقة الصناعية للمواد البترولية نفطال ومؤسستي تسيير المنطقتين الصناعيتين أرزيو وسكيكدة، هاتين الأخيرتين 6 بالمائة من الأسهم. مهام الشركة ''سوبيراب'' تمثلت في تنظيم الصالونات والملتقيات من حيث الاستقبال والنقل والإيواء والإطعام وتسيير المنتديات الوطنية والعالمية، وهي من تكفلت بتنظيم مؤتمر الغاز ال16 في وهران الذي التهم الملايير، وعموما كانت تبرم صفقات مناولة مع شركات خاصة لتنظيم التظاهرات.