علمت ''الخبر'' من مصادر موثوقة أن المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، وحيد بوعبد الله، شرع في حملة تطهير واسعة وسط إطارات صنفتهم الحكومة في خانة الاتكاليين والمعوقين للنهوض بشركة الطيران الجزائرية، ويتعلق الأمر ب20 إطارا داخل وخارج الوطن يمثلون الشركة، وهي قرارات، حسب مصادر بوزارة النقل، جاءت بناء على تقارير سوداء حول تسيير هؤلاء الإطارات وأدائهم لمهامهم، وصلت إلى قصر الحكومة، ما دفع بهذه الأخيرة الى الأمر بشن حملة لإنقاذ المؤسسة. شرع المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية في حركة تغييرات واسعة مباشرة بعد عودته من بروكسل، بعد نجاحه في إقناع منظمة الطيران المدني للاتحاد الأوروبي في مطابقة الأسطول الجوي الجزائري لمعايير الطيران المدني في كل جوانبه التقنية والأمنية والبيئية، حيث وبمجرد دخوله تراب الوطن أصدر قرارات بإنهاء مهام مدير الموارد البشرية و3 مديرين تقنيين بسبب التسيير وضعف المردودية. وأرجأ المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية إبلاغ إنهاء المهام لإطارات أخرى إلى ما بعد عيد الأضحى، التي سيعلن عنها بحر الأسبوع الجاري، ويتعلق الأمر بممثلي الشركة في 11 دولة أجنبية كفرنسا على سبيل المثال ودول أخرى، وفي نفس الوقت سيتم استدعاء ممثلي الجوية الجزائرية العاملين بمطارات أجنبية وفي مقدمتهم واحد متواجد بدولة شرق أوسطية والذي تجري تحقيقات حوله بخصوص تورطه مع تجار الشنطة، حسب اعترافات البعض من الموقوفين. وستشمل حركة التغييرات، حسب مصادر من وزارة النقل، كلا من مدير المالية وإطارات بالمديريات الجهوية، وسيبلغ بهذا الشكل العدد الذي ستشملهم حركة التطهير أكثر من 20 إطارا في مرحلة أولى فقط. من جهة أخرى وصفت بعض التقارير التي أرسلتها وزارة النقل إلى الحكومة بعض ممثلي شركة الخطوط الجوية الجزائرية في دول أجنبية ب''سفراء فوق العادة''، نظرا للامتيازات التي منحوها لأنفسهم من سيارات فاخرة وسكنات راقية ومنح تقتطع من ميزانية الشركة. وعلمت ''الخبر'' أن من بين هؤلاء من سيتم توقيفه بشكل نهائي وآخرين سيتم استدعاؤهم على مستوى الشركة داخل الوطن، ولا يستبعد أن يحال آخرون على التحقيقات الإدارية ولجان التأديب، وقد يصل الأمر إلى أدلة إدانة تبديد المال. وعلى صعيد آخر تأتي حملة التطهير هاته التي تبنتها الحكومة وتنفذها إدارة الخطوط الجوية الجزائرية بعد فضائح تورط موظفين بالشركة، كان آخرها إدانة مضيّفات وطيّارين وتقنيين بتهمة التواطؤ في تهريب العملة الصعبة، كما تأتي أيضا بعد محاولات بعض الجهات داخل الشركة لفرض منطقها من خلال شل حركة الطيران والدخول في مساومات بدوافع مصلحية مثل ما تضمنته التقارير.