زادت كثافة نشاط التهريب الحدودي المتداول بين سكان ضفتي الشريط الحدودي بولاية الطارف إلى تصفية الحسابات بخطف الرهائن وحجزهم، آخرها شاب جزائري تم تحريره يوم 17 أكتوبر الماضي، وهو التاريخ الذي نشرت فيه ''الخبر'' أسباب اختطافه وحجزه لمدة أربعة أيام. ينحصر التهريب بين سكان الضفتين في المقايضة الحصرية للماشية الجزائرية وفي مقدمتها قطعان الغنم، مقابل قيمتها القادمة من الضفة الأخرى من ذخيرة سلاح الصيد ''الخرطوش وكبسولته، البارود الأبيض والأسود، ومعدات هذه الذخيرة إلى جانب صوف الغنم''، إذ لم يعد التهريب التقليدي من بقية سلع المواد الغذائية في قائمة هذا النشاط. وفي إطار مكافحة التهريب الحدودي، أجهضت مصالح الحرس الحدودي منذ بداية هذه السنة 5 عمليات على شبكة الطرق المتاخمة للشريط الحدودي، خاصة على الجهة الجنوبية بإقليم دائرة بوحجار أين حجزت أكثر من 6 آلاف خرطوشة وكميات معتبرة من الكبسولات والبارود الأبيض والأسود ومعدات أخرى لذات الذخيرة، وأحالت 9 أشخاص على العدالة ومصادرة السيارات المستعملة. كما أجهضت ذات المصالح عمليات أخرى لتهريب قطعان الغنم والماعز والبقر باتجاه الضفة التونسية، مع فرار المهربين وسط أدغال الغابات الجبلية. وحسب شهود عيان من المداشر الحدودية، فإن هذا النوع من التهريب عن طريق المقايضة أثار عدة حوادث ومواجهات بين سكان الضفتين، وتطور إلى ترصد الأشخاص، وخاصة الأطفال لاختطافهم وحجزهم لتصفية النزاعات القائمة بين الطرفين حول نوعية وقيمة عمليات التهريب محل المقايضة، كما حدث بداية السنة بين سكان سليانة الحدودية ببلدية بوحجار، والدشرة التونسية في الضفة المقابلة، أين تدخلت مصالح الحرس الحدودي من الجهتين لفك هذه المواجهات التي كادت أن تستعمل فيها الأسلحة النارية. وفي مشتة السطاطير الحدودية ببلدية عين الكرمة اختفى قبل 3 أسابيع أحد شبابها، وتبين بأنه اختطف من قبل التوانسة في الضفة المقابلة، وظل تحت الحجز لمدة 4 أيام إلى حين أشارت ''الخبر'' إلى اختطافه في عددها يوم 17 أكتوبر الماضي، وفي ذات اليوم تدخل الحرس التونسي وحرر الرهينة الجزائري وأطلق سراحه في نقطة حدودية على بعد 5 كلم من مشتة مسكنه. وتفيد الشهادات المحلية بأن هذا الاختطاف من التونسيين كان بمثابة رد فعل على اختطاف شاب تونسي من قبل سكان الضفة الجزائرية ثم إطلاق سراحه والأسباب واحدة، وهي النزاعات التي تندلع من حين لآخر حول المقايضة المتبادلة للماشية الجزائرية بذخيرة سلاح الصيد وصوف الغنم من تونس. وحسب المتتبعين لهذا النشاط فإن تناميه وكثافة حركيته تعود إلى تحسين شبكة المسالك والطرق بالمناطق الحدودية ببلديات الحزام الحدودي، التي سهلت وساعدت على سيولة التبادلات وسرعة تنفيذ العمليات المتبادلة بين سكان مشاتي الضفتين، في حين ظلت قضايا التنمية الريفية لسكان الحدود كما كانت عليه في السابق. ولم تغير إنجازات هذه المسالك والطرق، واقع التخلف التنموي والاجتماعي لسكان المنطقة الذين لم يجدوا بديلا في موارد عيشهم اليومي على التهريب الحدودي.