ذكر مصدر اسباني أن انتفاضة شعبية للشباب تجتاح جيب مليلية المحتل قد أدت الى مقتل شاب من ابناء المدينة وجرح العشرات من المتظاهرين وقوات الأمن الاسبانية. وذكر موقع "بيلاتشاو" الاسباني أن قوات الأمن الاسبانية أطلقت النار على الشاب يونس (16 عاما) أثناء التظاهرات التي اجتاحت المدينة وتسببت في خسائر مادية كبيرة. وافاد المصدر أن مدريد ارسلت تعزيزات كبيرة الى مليلية وان قوات الامن فيها استخدمت العيارات المطاطية لمواجهة الشباب. وذكر ان قوات الأمن، وبعد ان حاولت اسعاف الشاب في موقع الاصابة، اخذت جثته الى مكان مجهول. واندلعت الانتفاضة على خلفية التمييز الذي يمارسه الحكم الاسباني ضد سكان الجيب المغربي المحتل. ويعتبر الشباب المسلم في مليلية ان الوظائف البلدية تذهب حكرا الى الاسبان القادمين من ملاقا والميرا في حين لا ينال سكان الجيب الاصليين الا اقل الفرص في التوظيف. وزادت الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها اسبانيا من مشكلاتها في جيبي مليلية وسبتة وهو ما دعا مدريد الى ارسال تعزيزات اضافية لمنع انتشار الاضطرابات الى سبتة. ويشير المراقبون الى ان السلطات الاسبانية تواجه وضعا صعبا لا يبدو ان قوات الحرس الوطني الاسباني كانت مستعدة له. وقام الشباب المسلمون من أصل مغربي برشق الشرطة بالحجارة والقاء الزجاجات الحارقة وقطع الطرقات بالاطارات المطاطية والحجارة. وردت قوات الامن بعنف على المتظاهرين مما تسبب في سقوط جرحى من الطرفين. وذكرت مصادر اسبانية ان السلطات ارسلت الى الجيب الذي يقع على ساحل البحر المتوسط مسؤولا أمنيا كبيرا في محاولة منها لاحتواء الانتفاضة. وحاول مسؤولو الحكومة في الجيب المحتل توصيف الامر على أنه اضطرابات لشباب عاطل عن العمل يطالبون بوظائف، الا ان اهالي الجيب يقولون ان التظاهرات سببها التمييز الممارس ضدهم والدعوة الى الحصول على حقوقهم. وكتبت صحيفة "الفارو" في افتتاحيتها أن "مليلية عادت مجددا إلى الواجهة الإعلامية الدولية من خلال أعمال العنف، ولكن لوائح التشغيل كشفت بالملموس وجود اختلالات وعدم الإنصاف". ويطالب المغرب باستعادة السيادة على الجيبين المحتلين ويعتبرهما من تركة الاستعمار.