الرباط -"مغارب كم": محمد بوخزار - الجزائر - "أ ف ب" ذكرت وكالة أنباء الصحافة الفرنسية (أ ف ب) في قصاصة بثتها اليوم من الجزائر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس وافق على اعتماد الدبلوماسي، احمد بن يمنية سفيرا جديدا لبلاده لدى المغرب. وكانت الخارجية الجزائرية أكدت أمس الأربعاء قرار التعيين. والسفير المعين بالمغرب، بن يمنية، دبلوماسي سبق له أن مثل بلاده في لندن ثم أثينا. يخلف في منصبه الجديد اللواء الراحل العربي بلخير، الذي وافته المنية شهر يناير 2010 عن 72 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، ظل يتنقل خلالها بين الرباط وباريس والجزائر وسويسرا، بحثا عن العلاج. وكانت كثير من الآمال قد علقت على تعيين بلخير بالرباط على اعتبار علاقته الوثيقة بالرئيس بوتفليقة، بل يقال إن الفضل يعود إليه في إقناع الجيش الجزائري بمساندة هذا الأخير كما أن بلخير كان على دراية تامة بمسالك صنع القرار في قصر"المرادية" الذي شغل فيه مدة مديرا لديوان الرئاسة، لدرجة أنه كان يلقب ب "صانع الرؤساء" لما كان له من خيوط مع مفاصل الحكم في بلاده. ومنذ التحاقه بالمغرب، حاول الجنرال بلخير، في هدوء أن يعيد الدفء إلى علاقات بلاده بالمغرب، ولكن المتاعب الصحية التي داهمته أثرت كثيرا على خططه لرأب الصدع بين الرباطوالجزائر، وربما لم يجد القوة الجسدية لمقاومة التيارات الرافضة للتصالح بين البلدين الجارين. يذكر أن المغرب الرسمي حزن كثيرا، لرحيل بلخير، الذي كان يوصف قبل تعيينه في الرباط، أنه من دعاة التهدئة وعد القطيعة مع المغرب، ولذلك فقد أوفد الملك محمد السادس عددا من الشخصيات البارزة والمقربة إليه للمشاركة في تشييع الراحل بلخير كما بعث رسالة تعزية رقيقة إلى الرئيس بوتفليقة وأسرة الفقيد. وكانت عدد من الصحف المغربية أوردت منذ حوالي أسبوع خبر تعيين"بن يمنية" في منصبه الجديد بالرباط، دون تعليق. إلى ذلك يصعب التكهن بخارطة طريق السفير الجديد، على اعتبار أن علاج وتسوية العلاقات بين بلاده والمغرب، يعود إلى إرادة أكبر وأقوى من أي دبلوماسي كيفما كانت حنكته وطول باعه.