قال مسؤول ليبي رفع المستوى ل«الشرق الأوسط» إن بلاده لن تسكت عن ما وصفه بقيام جهات سويسرية بمحاولة توجيه الإهانة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، متوعدا بملاحقة المتورطين قانونيا وقضائيا في هذه المحاولة. وكان المسؤول الليبي، الذي طلب عدم تعريفه، يعلق على ظهور ملصق انتخابي لحزب شعبوي محلي يعرض صورة القذافي ضمن الدعاية للاستفتاء المقبل. وقالت الإذاعة السويسرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أمس على شبكة الإنترنت، إنه على الرغم من أن هذه الملصقات لم توضع بعد على جدران مدينة جنيف فإنها أرسلت إلى السكان بالبريد، حيث يبدو القذافي في بزة بنية مادا ذراعه اليمنى في شكل أفقي، مع تعليق جاء فيه «يريد تدمير سويسرا». وفي محاولة لاستباق أي إجراءات من جانب ليبيا، أمرت سلطات كانتون جنيف بدعم من الحكومة الفيدرالية السويسرية بتعديل الملصق، حيث لاحظت أن «الملصق المخصص يهاجم مباشرة الزعيم الليبي». وقال مسؤول حكومي ليبي إن بلاده لن تسكت عن ما وصفه بهذه المهزلة، وأكد أن طرابلس ستفضح الدوائر السويسرية التي تصر على التطاول على ليبيا والتعريض برمزها القيادي والتاريخي، في إشارة إلى العقيد القذافي. وأضاف: «الشعب الليبي لن يقف مكتوف الأيدي بينما حفنة من الموتورين والحمقى في سويسرا يتعرضون لرأس الدولة الليبية على هذا النحو». وطبقا لما أكدته الإذاعة السويسرية، فقد قررت سلطات جنيف، بالتشاور مع الحكومة الفيدرالية في برن، مقاضاة المسؤولين عن الملصق وأمرت بتعديله، معتبرة أنه «إهانة إلى الدول الأجنبية». واعتبرت سلطات جنيف أن «هذا الهجوم الذي لا علاقة له بموضوع الاستفتاء يضر بالمصالح العليا لسويسرا ولكانتوننا ومواطنيه في الخارج». ومع ذلك، فقد رفض الحزب المعني سحب الملصقات وقال في بيان رسمي: «في الوقت الحالي، لن نسحب هذه الملصقات»، متحدثا عن «رقابة» تمارسها سلطات جنيف والحكومة السويسرية، معتبرا أنه «في دولة القانون، يعود للقضاء فقط اتخاذ قرار مشابه، وهو قرار سنعترض عليه مباشرة لأنه سيشكل صفعة كبرى لحقوقنا الديمقراطية المكرسة». ودعي السويسريون إلى الإدلاء برأيهم في استفتاء ينظم قبل نهاية الشهر المقبل حول مبادرة شعبية أطلقها حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي) تقضي بسحب إقامة الأجانب المدانين في بعض المخالفات الخطيرة وطردهم من البلاد. من جهتها، اعتبرت السلطات الفيدرالية السويسرية أن الملصق «يعقد بلا جدوى جهود إعادة إحلال الثقة بين البلدين» بعد التوتر الذي ساد العلاقات الثنائية في إطار قضية احتجاز واعتقال مواطنين سويسريين لأكثر من عام ونصف العام في ليبيا بعد توقيف هانيبال نجل العقيد القذافي في جنيف في منتصف شهر يوليو (تموز) عام 2008. يشار إلى أن أزمة دبلوماسية حادة اندلعت بين البلدين عقب توقيف نجل القذافي، حيث بلغت ذروتها في فبراير (شباط) 2010 عندما دعا العقيد القذافي إلى «الجهاد» ضد سويسرا بسبب تصويتها في استفتاء نظم في موفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 على حظر بناء مزيد من المآذن في البلاد. ووقع البلدان في الثالث عشر من شهر يوليو (تموز) الماضي على «خطة عمل» بإشراف الاتحاد الأوروبي من أجل تسوية الخلاف وتطبيع العلاقات بينهما.