أفادت مصادر إعلامية إسبانية متطابقة (صحافة، إذاعة وتلفزيون) أن اجتماع قمة سيعقد في مدينة نيويورك، يوم الاثنين المقبل، بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني خوصي لويس ثباطيرو. وإذا تحقق اللقاء الذي لم يحدد له موعد مضبوط لحد الآن، فإنه سيكون الأول من نوعه منذ اندلاع الخلاف الأخير بين البلدين في شهر أغسطس الماضي، نجح وزير الداخلية الإسباني الفريدو بيريث روبالكابا، في إنهائه خلال زيارة العمل التي قام بها إلى الرباط يوم 23 من الشهر الماضي وحظي خلالها باستقبال من الملك محمد السادس في القصر الملكي بالدار البيضاء. وطبقا لمصادر من الحكومة الإسبانية، فإن ملك المغرب ورئيس وزراء إسبانيا، سيستعرضان مجمل العلاقات الثنائية بين بلديهما، ولم تشر ذات المصادر إلى جدول أعمال محدد للاجتماع، لكنها ذكرت أن لقاء موازيا سيجمع وزيري خارجية البلدي : الطيب الفاسي الفهري وميغيل أنخيل موراتينوس، سيكونان في نيويورك لحضور أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافت ذات المصادر أن ملك المغرب سيدافع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن مشروع الحكم الذاتي المقترح للمحافظات الصحراوية ، بينما يشارك رئيس وزراء إسبانيا في قمة الألفية التي تنظمها الأممالمتحدة بهدف القضاء على الفقر بحلول عام 2015. وكان يفترض أن يلتقي الوزيران في الرباط بعد انتهاء أزمة أغسطس ، لكنهما اتفقا فيما بعد على اللقاء في نيويورك، وأوفد موراتينوس إلى الرباط كاتب الدولة في الخارجية الذي ، دي لا إيغليسيا، تمهيدا للقائه المنتظر مع الفاسي حيث أجرى مباحثات مع الكاتب العام لوزارة الخارجية المغربية يوسف العمراني ، صرح إثرها الدبلوماسي الإسباني أن الخلاف بين بلاده والمغرب قد تم تجاوزه. تجدر الإشارة إلى أن الاتصال الهاتفي الذي جرى في شهر أغسطس الماضي في عز الأزمة، بين عاهلي البلدين، كان له الأثر الحاسم في تهدئة النفوس، حيث اتفق العاهلان على ما وصفته وسائل الإعلام الإسبانية ب "ورقة الطريق" لتصفية الأجواء المتوترة منذ مدة بين الرباط ومدريد، على خلفية ملفات كثيرة، بينها الموقف الملتبس لإسبانيا من نزاع الصحراء وقيامها بما يعتبر المغرب تصرفات استفزازية ليس أقلها تحليق طائرات الهيلوكبتر العسكرية على علو منخفض في أجواء مدينة الحسيمة في شهر يونيو الماضي دون مراعاة وجود العاهل المغربي بالمدينة حيث كان يتفقد مشاريع تنموية بها ويقضي فترة راحة واستجمام. وتقول المصادر الإسبانية إن الملك محمد السادس أثار موضوع التحليق في أجواء الحسيمة مع وزير الداخلية الإسباني الذي اعتذر باسم حكومته نافيا أن يكون القصد من ذلك استفزاز المغرب وإنما هو تحليق روتيني لإيصال المؤن إلى الجزر الصغيرة التي تحتها إسبانيا بمحاذاة شاطئ المدينة المغربية. إلى ذلك ن لم يعلق رئيس وزراء إسبانيا خوصي لويس ثباطيرو ، الذي سيتوجه يوم الأحد إلى نيويورك، على الرسالة التي بعث بها رئيس وزراء المغرب عباس الفاسي يوم الأربعاء الماضي، إلى رئيس الحزب الشعبي، بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال متزعم الائتلاف الحكومي احتجاجا على الزيارة التي قام بها يوم الخميس إلى مليلية المحتلة زعيم المعارضة اليمينية ماريانو راخوي، لمشاركة سكان المدينة الإسبان احتفالات ذكرى سقوطها في يد الغزاة الإسبان قبل 513 عاما. لكن ثباطيرو، لم يعارض الحق الطبيعي لرئيس الحزب الشعبي في زيارة المدينةالمحتلة واصفا تصريحاته في مليلية بالمعقولة ،معربا (ثباطيرو)عن الأمل في معالجة الملفات الخلافية مع المغرب بروح من المسؤولية ومراعاة المصالح المشتركة بين البلدين. يذكر أن راخوي، ورغبة منه في عدم التصعيد، ألغى من برنامج زيارته التوجه إلى الشريط الحدودي بين مليلية والتراب المغربي حيث كان ناشطون مغاربة محتجون في انتظاره للتظاهر منددين بالزيارة ومطالبين بعودة مليلية إلى حظيرة الوطن، بينما قام بذلك سلفه في رئاسة الحزب خوصي ماريا أثنار، الذي تقصد السلام على عناصر الأمن الإسباني الذين ادعوا أن الناشطين المغاربة اعتدوا عليهم. جدير بالذكر أن الرباط ومدريد تنتظران التحاق سفيري البلدين بمكاتبهما .ويأمل الجانب الإسباني أن يوافق المغرب على اعتماد السفير الإسباني الجديد في الأيام المقبلة ، على أن يلتحق السفير المغربي المعين أحمد ولد سويلم، بالعاصمة الإسبانية.