ترأس الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يعقدها للاطلاع عن مختلف النشاطات الوزارية اجتماعا تقييميا مصغرا خصص لقطاع الداخلية والجماعات المحلية. وخص التقرير الذي عرضه ا وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية النقاط التالية: - استكمال الإصلاحات المؤسساتية مع مراجعة قانوني البلدية و الولاية و كذا مشاريع نصوص تشريعية أخرى - تحسين و عصرنة المصالح العمومية - تحسين و تاهيل الموارد البشرية - تفعيل مجهودات الجماعات المحلية في مجال التنمية. وبالنظر للتطور الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي للبلاد فان إصلاح الترتيب القانوني عبر مراجعة قانوني البلدية و الولاية يرمي الى تحسين تنظيم الجماعات المحلية و سيرها لا سيما من خلال: - الأخذ في الحسبان الانسجام الضروري لإشكال التنظيم الاداري و كذا التكفل ب "الجوار" ومقتضياته في أنماط التنظيم و التسيير و المسؤولية لا سيما في تنفيذ برنامج التنمية المحلية. - توضيح العلاقات بين مختلف الأجهزة المنتخبة و مع الإدارة - تثمين وضعية المنتخب - ادخال التسيير التساهمي لاشراك المواطن في تسيير شؤون بلديته - تحديد شروط ممارسة المراقبة القانونية لاعمال الاجهزة المنتخبة و توازيا مع هذه الاصلاحات المؤسساتية ينبغي الاشارة الى تنفيذ الاجراءات المتعلقة بتحديث وتامين وثائق السفر و الهوية. و تتمثل الوثيقة التي سيتم تنفيذها في اطار هذا المشروع في بطاقة الهوية الوطنية الالكترونية و البيومترية التي ستزود ايضا بجهاز امني. و سيتم اتخاد اجراءات لتحسين ظروف استقبال المواطن و توفير الشروط الرامية الى تنشيط الحركة الجمعوية و مشاركتها في النشاطات المحلية. و فيما يتعلق بالتنمية المحلية فان المبادرات المتخذة تندرج في اطار البرنامج الرئاسي و تخص لا سيما تحسين الاطار المعيشي و الانعاش الاقتصادي و التشغيل. و بينت عمليات التقييم التي اجرتها الولايات بصفة شاملة و حسب الاحصاءات تحسنا هاما للمؤشرات الاجتماعية الاقتصادية الرئيسية بين 2000 و نهاية البرنامج الجاري. وفي مداخلته عقب تقييم القطاع كلف رئيس الجمهورية أولا الحكومة بالإسراع في استكمال مشروعي قانوني البلدية و الولاية مؤكدا أن مراجعة هذين القانونين الهامين ستكون في الواقع مرحلة انتقالية. و أوضح رئيس الجمهورية "ينبغي اغتنام هذه الفرصة من اجل توضيح أوفى لدور المنتخبين الممثلين للسكان فضلا عن علاقاتهم مع السلطات الإدارية المحلية الممثلة للحكومة. و نظرا لكون مجمل نفقات الجماعات يتم تمويلها حاليا من خزينة الدولة فانه يجب ان تكون الإنجازات التي تقوم بها الجماعات المحلية على مستوى البلديات أولا ثمرة عمل تشاوري و أن تتم أيضا حسب الموارد المالية المتوفرة. كما يتحتم علينا في ذات الوقت السهر منذ الآن على تحضير إصلاح حقيقي للجباية المحلية الذي سيجسد المعنى الحقيقي للديمقراطية و اللامركزية على المستوى المحلي". بالتوازي مع ذلك أعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه للمجهود المبذول في تكوين و رسكلة إطارات الجماعات المحلية مؤكدا انه ينتظر من الحكومة "دعما مطلقا لهذا المسعى و لتعزيز التاطير التقني للبلديات". وحرصا منه على جعل المواطن و علاقاته مع السلطة العمومية محور اهتماماته أكد رئيس الجمهورية على ضرورة توفير الظروف الجوهرية المتمثلة في الاستماع و الملاحظة و التحليل و التقييم وذلك من اجل تكفل أفضل باحتياجات المواطنين من اجل ضمان اكبر قدر من الاستقرار و الانسجام الاجتماعي. كما حيا رئيس الجمهورية انطلاق العمل بوثائق السفر و الهوية الإلكترونية والبيومترية مؤكدا على الحكومة أن تقوم في اقرب الآجال بإدخال الإعلام الآلي على كل مصالح الحالة المدنية كما طالب بإعادة دراسة قائمة الوثائق و الأوراق المطلوبة على مستوى مختلف الإدارات من اجل القضاء على أي افراط في هذا المجال. وأشار من جانب آخر إلى ضرورة الحفاظ على أمن و طمأنينة المواطنين. وتابع يقول أن "الإرهاب قد تقلص بشكل كبير و هو يشكل موضوع محاربة دون هوادة على يد قواتنا الأمنية وعلى رأسهم الجيش الوطني الشعبي و أن التنمية الوطنية في تحسن مستمر بفضل برامج الاستثمارات العمومية المتتالية كما أن احترام الحقوق و الحريات قد تكرس بشكل كبير على ضوء إصلاح عميق للعدالة أما إمكانيات قوات الشرطة و الدرك الوطني فقد عرفت بدورها دعما اكبر خلال السنوات الأخيرة".