دفعت السلطات التونسية، أمس الجمعة، بتعزيزات أمنية كبيرة إلى منطقة “بن قردان” الحدودية مع ليبيا تحسباً من تجدد أعمال عنف قام بها الثلاثاء عدد من سكان المنطقة احتجاجاً على إغلاق الجمارك الليبية بوابة تجارية حدودية رئيسية تربط بين البلدين. وقال النقابي حسين بالطيب القاطن بمنطقة بن قردان (500 كم جنوب العاصمة تونس) إن قوات الأمن اضطرت إلى استعمال القوة بعد أن قطع المحتجون طريق “رأس الجدير” الرئيسي (الرابط بين تونس وليبيا) بإطارات مطاطية أضرموا فيها النيران ورشقوا قوات الأمن وسيارات الشرطة وسيارات مسافرين ليبيين بالحجارة. وأوضح أن المواجهات أسفرت عن إصابة عدد من المحتجين بجروح وأن قوات الأمن باشرت بسلسلة من الاعتقالات في صفوف عشرات من المحتجين تم إطلاق سراح أغلبهم في وقت لاحق. وذكر بالطيب أن مئات من سيارات مسافرين ليبيين (قضوا إجازات سياحية في تونس) اضطروا إلى سلك طرق بعيدة عن بن قردان للوصول إلى منفذ رأس الجدير الحدودي المشترك بين البلدين وذلك تحسباً من تجدد أعمال العنف في بن قردان. وقالت تقارير صحفية نشرت في وقت سابق إن فرض الجمارك الليبية منذ نحو عام تعريفة بقيمة 150 دينار (أكثر من مئة دولار أميركي) على أي سيارة تونسية تدخل الأراضي الليبية أضر كثيراً بتجار منطقة بن قردان الذين يدخل بعضهم الأراضي الليبية بشكل شبه يومي للتبضع وتعتبر التجارة مع ليبيا مورد رزقهم الوحيد. وكان أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافي قال، عقب لقاء في الخامس من أغسطس 2009 في تونس مع الرئيس زين العابدين بن علي، إنه بحث مع بن علي “سبل...رفع كافة المشاكل التي تعوق حركة الناس وتدفق السلع ووسائل التعاون الاقتصادي بين البلدين”. ويدخل تونس سنوياً نحو مليوني ليبي دون أي قيود، كما يدخل مثل هذا العدد من التونسيين إلى ليبيا.