قال مسؤولون بالأممالمتحدة اليوم الثلاثاء ان اتفاقا نادرا بين اسرائيل وليبيا لإطلاق سراح مصور اسرائيلي سيسمح لليبيا بتمويل إعادة بناء 1250 منزلا بقطاع غزة دمرت أثناء الهجوم الإسرائيلي العام الماضي. وفي تصريحات مدروسة بعناية بشأن العدو القديم ،وصف وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان، الذي ساعد في التوسط لإطلاق سراح المصور رفائيل حداد بمعونة وسيط نمساوي، وصف ليبيا بأنها شريك موثوق فيه. والبلدان في حالة حرب من الناحية النظرية وكانت ليبيا من اشد منتقدي إسرائيل على الساحة الدولية لعشرات السنين. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" ان اسرائيل ستسمح بموجب الاتفاق لليبيا بتقديم 50 مليون دولار لتمويل إعادة بناء منازل غزة المهدمة . ورفض ليبرمان ومعاونوه التعليق على تفاصيل الاتفاق الخاص باطلاق سراح حداد، 34 عاما، الذي اعتقل كجاسوس في مارس اذار بعد سفره الى ليبيا بجواز سفر صدر في تونس مسقط رأسه. ويقول زملاء حداد إنه كان يصور المواقع التراثية اليهودية في ليبيا وتنفي اسرائيل قيامه بالتجسس لصالحها. وبعد عودة حداد الى اسرائيل امس الاثنين قال ليبرمان "اعتقد ان هذا الاتفاق مع الحكومة الليبية ناجح جدا جدا ويمكن التعويل عليه بدرجة كبيرة. نحن نعرف انها (ليبيا) شريك موثوق فيه... وسنحترم مطالبها بخصوص...بعض الأمور الفلسطينية". وتزامنت المحادثات بشأن اطلاق سراح حداد مع ابحار سفينة مسجلة في ليبيا تحمل شحنة مساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة الواقع تحت حصار اسرائيلي ،يجري نقاش دولي بشأنه منذ مقتل تسعة نشطاء اتراك حين داهمت قوات اسرائيلية سفن مساعدات بحرية في مايو الماضي وقال بيتر فورد ممثل المفوض العام للاونروا لدى توقيع الاتفاق مع مؤسسة القذافي الليبية ان مئات من الاسر الفلسطينية ستستفيد من الاتفاق لكن على اسرائيل فعل المزيد. وقال فورد في بيان وزعته الاونروا تطالب فيه السلطات الاسرائيلية باصدار التصاريح اللازمة على الفور للسماح لنا باستخدام ليس فقط هذه الأموال الليبية الجديدة بل ايضا الاموال السعودية والهولندية واليابانية وغيرها من الأموال المتاحة لمعالجة هذا الوضع المريع. وفرضت اسرائيل حصارا على قطاع غزة عام 2007 بعدما سيطرت حماس على القطاع. وتحظر اسرائيل دخول واردات الاسمنت والحديد الى غزة وهي مواد تقول انها يمكن ان تستخدم في اقامة تحصينات وفي انتاج اسلحة. وتقول الاممالمتحدة ان ذلك يجعل من الصعب عليها اعادة بناء غزة. وقال مسؤول اسرائيلي متحدثا عن المفاوضات شريطة عدم نشر اسمه ان ليبيا كانت تريد ان ترسو سفينة الامل في غزة مقابل الافراج عن حداد. ورفضت اسرائيل ورست الامل بدلا من ذلك في ميناء العريش المصري. ووافقت اسرائيل على دخول نحو 20 هيكلا سابق التجهيز كانت ضمن الشحنة الى غزة. وتقول اسرائيل ان حصارها الذي خففته في يونيو حزيران يستهدف منع حماس من دعم مخزونها من الأسلحة. لكن الحصار يضاعف حرمان 7ر1 مليون فلسطيني يعتمدون على معونات الأممالمتحدة.