بعد حوالي 8 أشهر من الشحناء بسبب المباراة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010، بدأت بوادر انفراج الأزمة بين الجزائر ومصر تلوح في الأفق، بعد استبعاد رئيس الاتحادية المصرية لكرة القدم سمير زاهر من منصبه، واستخلافه مؤقتا بنائبه الأول هاني أبوريدة، الذي لم ينتظر طويلا لإعلان المصالحة مع الجزائر بعد اتفاقه مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة على إذابة الجليد إلى الأبد. بعد 48 ساعة من خلع سمير زاهر من منصبه تنفيذا لحكم قضائي، أعلن العضو التنفيذي في الاتحادية الدولية لكرة القدم هاني أبوريدة الذي خلفه في هذا المنصب، أنه اقترب من حل أزمة البلدين. مشيرا أنه بحث مع محمد روراوة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إمكانية وضع حد للأزمة الجزائرية المصرية بشكل رسمي؛ حيث يكون قد عرض عليه فكرة إقامة مباراة ودية بين المنتخبين خلال الفترة المقبلة، للتأكيد على عدم وجود أزمات بين اللاعبين أو أي شخص في الدولتين. وقال أبوريدة الموجود حالياً في جوهانسبورغ، والذي يرتبط بعلاقات شخصية ودية مع روراوة، في تصريحات لصحيفة ''المصري اليوم''، إن لقاء الإسماعيلي وشبيبة القبائل الجزائري في بطولة إفريقيا سيكون بمثابة بداية حقيقية للتأكيد على حُسن العلاقة بين المسؤولين الرياضيين في البلدين. وأبدى استعداده لمصاحبة بعثتي الإسماعيلي والأهلي إلى الجزائر للتأكيد على ذلك. لكن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، رفض، في اتصال هاتفي من جنوب إفريقيا، الخوض في هذه المسألة أو التعقيب على هذا الخبر؛ حيث لم يؤكد ولم ينف في نفس الوقت ما جاء في الصحيفة المصرية. معتبرا عدم جدوى الخوض في هذا الحديث واكتفى بتصريح مقتضب ل''الخبر'' بقوله ''أشير في البداية أننا لسنا في مدينة واحدة بجنوب إفريقيا، فأنا أتواجد في دوربان وهو موجود حاليا في جوهانسبورغ. وأعتبر أن هاني أبوريدة، الذي يترأس الاتحاد المصري بشكل مؤقت فقط، هو بصدد الدفاع والعمل لمصلحة بلاده، وأنا لست مهتما الآن بهذه القضية. لكن الأهم هو أن العدالة الإلهية حكمت على المتسبب في إشعال فتيل الضغينة بين شعبين كاملين بخروجه من الباب الضيق''. وكانت نوايا ''الفراعنة'' في تحقيق المصالحة قد بدأت على الصعيد السياسي، بزيارة الرئيس المصري حسني مبارك الجزائر قبل أيام قليلة، والتي كانت ظاهرها من أجل تقديم تعازيه للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إثر وفاة شقيقه الدكتور مصطفى، وباطنها السعي إلى إنهاء الأزمة رسميا، بدليل التصريحات التي أدلى بها هاني أبوريدة لذات الصحيفة المصرية، وزعمه بأن رئيس ''الفاف'' محمد روراوة عرض عليه إقامة مباراة ودية بين المنتخبين خلال الفترة القادمة للتأكيد على عدم وجود أزمة بين البلدين.. خبر لم يؤكده رئيس ''الفاف''، لكن العلاقة الوطيدة التي تربط الجزائري محمد روراوة والمصري هاني أبوريدة قد تذيب الجليد الذي استمر ثمانية أشهر، وتسبب في إحداث الضغينة والبغضاء بين شعبي البلدين الشقيقين، خاصة بعد تأكيد المجلس الأعلى للرياضة المصرية ضمنيا من خلال إبعاد سمير زاهر من منصبه بطريقة مخزية. وعليه، فلا يستبعد أن يحظى فريق شبيبة القبائل باستقبال كبير رسميا وجماهيريا في مصر يوم الجمعة القادم، عندما سيواجه نادي الإسماعيلي المصري، برسم الجولة الأولى من دور المجموعات الخاصة بكأس رابطة أبطال إفريقيا، لتأكيد السلطات المصرية على حسن نواياها من أجل إنهاء الأزمة المصرية الجزائرية. وفي سياق متصل، أكد نادر جوهر، رئيس الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية، أن حملة المصالحة المصرية الجزائرية ستكون أول مشاريع هذه الهيئة على الشبكة، مشيرا إلى أن مجلس الإدارة بدأ ورشة عمل تستمر 10 أيام، للتخطيط لبدء الحملة التي تستمر حتى نهاية العام الجاري، بإجراء مباراة ودية بين المنتخبين المصري والجزائري، وتتخللها مهرجانات فنية ورياضية تقام في عدة مدن مصرية وجزائرية، فضلا عن عقد ندوة صحفية ضخمة من المنتظر أن تقام في الجماهيرية الليبية.