استنكر مراقب مباراة الجزائر ومصر بالقاهرة رئيس الاتحاد السوداني، كمال شداد، اتهامات عضو الاتحاد المصري محمود الشامي له بتحيزه ضد مصر لمصلحة الجزائر في شهادته التي أدلى بها في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”. وكانت لجنة الاستماع قد عُقدت في وقت سابق من الشهر الجاري بحضور رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر ونظيره الجزائري محمد روراوة بشأن الشكوى التي تقدم بها الأخير على خلفية تعرض المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة عقب وصوله مباشرة إلى مطار القاهرة يوم 14-11-2009 ونفى شداد الاتهامات التي تحدثت عن تحيزه للجزائر في شهادته حول تعرض حافة المنتخب الجزائري للاعتداء قبل المباراة التي انتهت بفوز “الفراعنة” وتمخضت عن مباراة فاصلة بالخرطوم منحت “الخضر” بطاقة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، قائلاً في اتصال هاتفي ل”العربية.نت”: شهادتي كانت أمام سمير زاهر ومحامي الاتحاد المصري، ولم يعترض أي منهما على تقريري عن حادث الاعتداء”. وأضاف رئيس الاتحاد السوداني: “طلبت من سمير زاهر وهاني أبوريدة إصدار بيان يستنكر ما حدث لبعثة المنتخب الجزائري بالقاهري بوصفي مراقباً للمباراة، ويؤكدا فيه أن الاعتداء جاء من مجموعة مارقة لا تمثل مصر بأي حال من الأحوال”، مؤكداً أن البيان كُتب فعلاً لكن لم يصدره الاتحاد المصري لأن الأمن كان له رأي آخر”. الشامي يتّهم شداد بالتحيز وفي ما يتعلق بالتقرير الذي قدمه رئيس الاتحاد السوداني، قال الشامي لصحيفة “الحياة” اللندنية إن شداد سرد تفاصيل في غاية الدقة خلال شهادته عن “الاعتداء المزعوم”، لافتاً إلى أن شداد لم يكن موجوداً من الأساس في مكان الواقعة”. وردّ شداد قائلاً “أنا ذهبت إلى الفندق الذي كان يقيم فيه المنتخب الجزائري، وعاينت حافلة البعثة الجزائرية، وتأكدت من الاعتداء بعد أن رأيت زجاج الحافلة مهشماً والدم داخل الحافلة وأثبت ذلك بكاميرا موبايلي، لافتاً إلى أن رئيس الاتحاد المصري اعترف بحقيقة ما حدث”. وشنّ مراقب مباراة القاهرة هجوماً عنيفاً على تصريحات الشامي حول التقرير المقدم ل”الفيفا” والذي وصفه الشامي بقوله: “الأمر كأنه سيناريو مُعد مسبقاً بين شداد وروراوة”. واصفاً تصريحاته بأنها غير مسؤولة، مشدداً على أنه أول يسمع عن عضو بالاتحاد المصري اسمه محمود الشامي. وأبدى شداد دهشته من تشكيك عضو الاتحاد المصري في شهادته قائلاً: “كيف للشامي أن يتحدث عن التقرير الذي قدمته وهو لم يكن يكن موجوداً في جلسة الاستماع”. عقوبات تنتظر الفراعنة وحدّد الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 15 من نيسان (أبريل) المقبل موعداً لجلسة تحقيق في الأحداث التي سبقت مباراة مصر والجزائربالقاهرة, في المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم, والتي تعرضت خلالها الحافلة التي كانت تقل الفريق الضيف للرشق بالحجارة. وأسفر الحادث عن إصابة 3 من لاعبي الخضر، وفتح “الفيفا” تحقيقاً تأديبياً بحق الاتحاد المصري, وهددت البعثة الجزائرية آنذاك بعدم خوض اللقاء في القاهرة، لكنها حصلت على تعهدات كتابية من الجانب المصري بضمان سلامة الفريق وأفراد البعثة خلال المباراة التي انتهت بفوز المنتخب المصري بهدفين دون مقابل, ولكن تلك النتيجة لم تكن كافية لتأهل الفراعنة. واحتكم الفريقان لمباراة فاصلة جرت في أم درمان بالسودان وانتهت بفوز “محاربي الصحراء” بهدف نظيف سجله المدافع عنتر يحيى بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 40 من عمر الشوط الأول من المباراة, وأهّلت تلك النتيجة الخضر لنهائيات كأس العالم عن المجموعة الثالثة في إفريقيا وليكون أيضاً الممثل العربي الوحيد في البطولة. وستحدد الجلسة ما إذا كان الاتحاد المصري اتخذ الإجراءات الملائمة لتأمين سلامة البعثة الجزائرية، وفي حال التأكد من عدم توافر تلك الإجراءات فإن الاتحاد المصري قد يتعرض لغرامة مالية أو فرض عقوبات أشد ضد منتخب الفراعنة بخوض مباريات دون جمهور أو حتى اللعب في بلد محايد. ولم يحدد “الفيفا” ما إذا كان التحقيق سيتطرق أيضاً لما قال الجانب المصري إنها اعتداءات وعمليات ترهيب تعرض لها لاعبو وجمهور المنتخب المصري في مباراة أم درمان التي شهدت حضوراً جماهيرياً جزائرياً فاق كل التوقعات، بعد تسيير الجزائر جسر جوي للخرطوم، وموافقة الأخيرة على دخول الجمهور الجزائري من دون تأشيرات.