أدانت تنظيمات سياسية وهيئات حقوقية مغربية بشدة جريمة اغتيال الفاعل السياسي والحقوقي التونسي البارز شكري بلعيد٬ واصفة هذا العمل ب"الإرهابي الجبان" الذي يسعى إلى إثارة الفتنة وعرقلة مسيرة التعددية والديمقراطية والاستقرار. وفي هذا الصدد٬ قال حزب التقدم والاشتراكية٬ في بلاغ٬ إنه تلقى بأسى عميق فاجعة اغتيال المعارض اليساري التونسي والمناضل الحقوقي شكري بلعيد٬ المنسق العام ل"حركة الوطنيين الديمقراطيين" من قبل " قوى غدر لا يمكن إلا أن تكون ظلامية٬ موغلة في التطرف وشديدة العداء للكلمة الحرة والفكر المستنير وقيم الديمقراطية التي كان الشهيد في طليعة الداعين إليها والمدافعين عنها"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وعبر الحزب عن تضامنه مع أسرة الشهيد الصغيرة وسائر رفاقه وعموم الشعب التونسي الشقيق٬ وكذا عن شجبه القوي لهذا " العمل الارهابي الجبان الذي يستهدف٬ في العمق٬ مجمل القوى التقدمية والديمقراطية " من خلال الاعتداء على حياة واحد من "أبرز الفاعلين السياسيين الشرفاء في بلد ثورة (الياسمين) التي فتحت آفاق حراك اجتماعي عارم ومهدت لتحولات ديمقراطية واعدة". وبعد أن حذر الحزب مما يشكله هذا الفعل الاجرامي الشنيع٬ وظاهرة التطرف والعنف ككل٬ من مخاطر على أمن واستقرار تونس الشقيقة ومآل التحولات السياسية الجارية بها٬ أعرب عن أمله في أن " تتضافر جهود كل الطاقات الحية للعمل٬ وفق أسلوب الشهيد شكري بلعيد القائم على الحوار والجدال بالتي هي أحسن٬ من أجل توحيد صف وكلمة سائر المناضلين الشرفاء بما يمكن من قلب موازين القوى لصالح قوى التقدم والحداثة والديمقراطية٬ ويعزز قدراتها على التصدي لكل المتربصين بالمكتسبات المحققة٬ وقطع الطريق على السائرين في اتجاه يعاكس إرادة الشعب التونسي الحرة في بناء دولة ديمقراطية قوية وارساء أسس مستقبل تسوده الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ". من جهته أدان حزب الأصالة والمعاصرة بشدة عملية اغتيال المناضل التونسي٬ مؤكدا أن هذا الأخير يحتسب "ضمن لائحة شهداء الحرية والكرامة والعزة والإباء". وأوضح الحزب في بلاغ له أنه "مهما كانت الجهات التي خططت وحرضت ونفذت٬ والتي تتستر على هذه الجريمة الشنعاء٬ فالفعل في حد ذاته ذو دلالة سياسية عميقة٬ ويحمل في طياته إشارة سياسية قوية لكل المناضلين الشرفاء٬ الذين يقاومون التطرف ويقفون سدا منيعا في وجه الكراهية... "٬ مضيفا أن شكري بلعيد "أصبح رمزا للحركة الديمقراطية المغاربية والعالمية التواقة إلى بناء مجتمع حر تعددي وعصري٬ يجد فيه كل أبنائه مكانتهم وكرامتهم". من جانبه٬ أبرز حزب التجمع الوطني للأحرار أنه " تلقى بانزعاج كبير نبأ اغتيال المناضل التونسي بلعيد على أيدي فئة ظلامية قادها التطرف الأعمى وحقدها ونبذها للاختلاف وعدائها للحرية والديمقراطية على ارتكاب هذا الفعل الشنيع "٬ معربا عن تنديده ورفضه الشديد لهذا " العمل الإرهابي الجبان الذي لا مكان له في مجتمعاتنا٬ وعن دعمه ومساندته للشعب التونسي الشقيق في مسيرته الديمقراطية٬ وحقه المشروع في بناء مجتمع متسامح منفتح ومعتدل٬ مؤمن بقيم الديمقراطية والحداثة وتقبل الآخر والاحتكام للحوار". بدورها عبرت الأمانة العامة لحزب الاتحاد الدستوري عن " تنديدها لهذا العمل الجبان والشنيع الذي استهدف أحد المناضلين الشرفاء ببلدان المغرب العربي٬ وكذا بالطرف أو الاطراف التي كانت وراء عملية الاغتيال"٬ كما أعلنت عن شجبها " لكل الاغتيالات والأعمال الإجرامية التي تستهدف كافة المناضلين والشرفاء والزعماء السياسيين أيا كانت اتجاهاتهم السياسية أو الإيديولوجية " وعن إدانتها " لمثل هاته الأعمال الهمجية التي تسعى إلى الارتداد عن المبادئ الإنسانية والحقوقية والديمقراطية في دول المغرب العربي وفي العالمين العربي والإسلامي". من جهتها نددت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ب "استعمال العنف والتصفية الجسدية لإسكات الأصوات المعارضة الحرة المنادية بالديمقراطية وحقوق الإنسان" معتبرة أن " وراء هذه الجريمة دواعي سياسية بناء على آراء المناضل المغتال المرحوم شكري بلعيد". واعتبرت المنظمة في بلاغ أن " المقترفين لهذه الجريمة إرهابيون يسعون إلى إثارة الفتنة والكراهية في مجتمعاتنا وعرقلة مسيرة التعددية والديمقراطية والأمن والاستقرار"٬ مطالبة " وباستعجال تكوين لجنة مستقلة لتقصي الحقيقة في هذه الجريمة الشنيعة ونشر تقريرها وطنيا وإقليميا ودوليا٬ مع اتخاذ الإجراءات اللازمة بتحديد المسؤولية في هذا الفعل المجرم أمام العدالة". * تعليق الصورة: المعارض السياسي التونسي المرحوم شكري بلعيد.