تعيش مدينة حاسي مسعود هذه الأيام، حالة استنفار كبيرة لم تشهدها المدينة من قبل، حيث لوحظ تواجد كبير لمصالح الأمن المشتركة وعلى رأسها قوات الدرك الوطني وقوات الجيش الشعبي الوطني التي تحرص المنشآت البترولية العمومية والأجنبية. جاءت هذه الإجراءات الاستثنائية، حسب مصدر أمني، بعد حادثة الهجوم الإرهابي على قاعدة الحياة والمركب الصناعي الغازي بتفنتورين بعين أمناس الأسبوع الفارط. وتفرض وحدات الجيش الوطني الشعبي المرفوقة بقوات الدرك الوطني، رقابة مشددة على المنشآت البترولية لمنع أي اختراق أمني محتمل وصد جميع محاولات العناصر الإرهابية للدخول إلى مدينة حاسي مسعود التي تضم أكثر من مائة شركة أجنبية وألفي عامل أجنبي. علما أن حاسي مسعود تعدّ المدينة الأولى من حيث عدد الشركات البترولية وتتمثل الإجراءات الجديدة في تكثيف الحواجز الأمنية على مداخل المدينة، وبالقرب من المنشآت النفطية والإدارات العمومية، بما فيها مقرات البلدية والدائرة والمرافق الحساسة. كما لوحظ إخضاع العديد من المواطنين لعمليات تفتيش للوثائق والتأكد من أسباب دخولهم إلى مدينة حاسي مسعود، كما لوحظت حركة غير عادية مكثفة لعناصر الأمن بالزى المدني والرسمي في مختلف الأحياء والمرافق العمومية ومقرات الشركات. وشرعت قوات الأمن المشتركة بقيادة الجيش الوطني الشعبي منذ حادثة عين أمناس، بعمليات تمشيط واسعة النطاق بضواحي حاسي مسعود وكذلك المناطق الصحراوية الفاصلة بين حاسي مسعود والوادي وإليزي إلى غاية الحدود التونسية. من جانب آخر، ذكرت مصادر عمالية ل''الخبر'' بأن كثير من العمال والمهنيين الأجانب رفضوا القيام بتنفيذ مهام خارج مدينة حاسي مسعود، خوفا من تكرار حادثة عين أمناس، خاصة في ظل تردد بعض المعلومات التي تشير إلى تواجد جماعات إرهابية في فيافي الصحراء. ونفس الشيء بالنسبة للكثير من العمال الجزائريين الذين هددوا بتقديم استقالات جماعية في حالة ما إذا تم إجبارهم على تنفيذ مهام خارج المدينة النفطية مبررين ذلك بعدم استتباب الأوضاع الأمنية في الصحراء. وتحت هاجس الخوف من تكرار سيناريو عين أمناس، امتنع العديد من العمال الجزائريين والأجانب الإلتحاق بورشات العمل المتموقعة بصحراء حاسي مسعود، بالرغم من الحراسة الأمنية المشددة التي تقوم بها عناصر الأمن المكلفة بحماية المنشآت البترولية. لكن ورغم ذلك، يبقى هاجس الخوف يراود هؤلاء العمال، خاصة الأجانب وأغلبهم مهندسون ومسيّرو ورشات بترولية. كما طالب بعض عمال الشركات البترولية، بضرورة عقد لقاءات مع مسؤولي الشركات لإعطائهم سورة عن الوضع الأمني لتبديد مخاوفهم وإنهاء الهاجس النفسي الذي أثّر على عطائهم المهني والخدماتي.