وُضع الجيش المغربي في حالة استنفار قصوى على طول الشريط الحدودي مع الجزائر منذ الثلاثاء الماضي، حينما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أثناء زيارته للإمارات العربية المتحدة، أن السلطات المغربية سمحت للقوات الجوية الفرنسية باستخدام مجالها الجوي للوصول إلى الجماعات المسلحة بمالي. وحسب ما علمته "هسبريس" من مصدر مطلع، فإن اجتماعات متوالية لقيادات القوات المسلحة الملكية المغربية، على أعلى مستوى، قد تمت خلال الأيام القليلة الماضية، لتدارس الكيفية التي سيتم بها التعامل مع المستجدات الإقليمية، خصوصا بعد الهجوم على القاعدة البترولية ب"عين امناس" شرق الجزائر من طرف جماعة "الموقعون بالدماء" التي يقودها مختار بلمختار. ويعيش الجيش المغربي، على طول الشريط الحدودي مع الجزائر، وعلى مستوى الجدار الأمني، حالة من الاستنفار القصوى خوفا من تسلل إرهابيين محتملين من الجزائر لتنفيذ عمليات مشابهة داخل التراب المغربي، بعد فتح المغرب لمجاله الجوي للطائرات الفرنسية للعبور في اتجاه مالي. يأتي ذلك تزامنا مع بث كتيبة "الموقعون بالدماء" لشريط مصور لزعيمها مختار بلمختار يتبنى فيه عملية اختطاف الرهائن داخل المنشأة النفطية "بعين امناس" شرق الجزائر التي تدبرها شركة بريتش بيتروليوم البريطانية. وأكد بلمختار في الشريط المصور الذي بُث أمس على الانترنت "أن تنظيم القاعدة يعلن مسؤوليته عن هذه العملية المباركة"، مشيرا إلى أن العملية قادها "أربعون مجاهدا من المهاجرين والأنصار من بلاد إسلامية وغربية". غير أن الجملة التي سترفع من درجة التأهب والاستنفار لدى الأجهزة الأمنية المغربية بعد بث هذا الشريط، هي التي قال فيها بلمختار إن عملية "عين أمناس" جاءت "انتقاما من النظام الجزائري لسماحه لمستعمر الأمس باستعمال أرضه وأجوائه لقتل أهلنا وإخواننا في مالي"، وفق تعبيره. وهو ما ينطبق على المغرب، أيضا، بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي أن المغرب فتح أجواءه للطائرات الفرنسية. وكان الاستنفار الاستخباراتي للأجهزة الأمنية المغربية، قد مكّن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية٬ بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني٬ من تفكيك خلية تنشُط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة قصد إرسالهم "للجهاد" ضمن التنظيمات الموالية للقاعدة. حيث أعلنت وزارة الداخلية، السبت الماضي، عن تفكيك هذه الخلية التي تتألف من عدة عناصر تنشط بكل من مدن الفنيدق، وطنجة والحسيمة، ومكناس.