الرباط "مغارب كم": بوشعيب الضبار تحولت الدقائق الأخيرة من الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة المغربية في مجلس المستشارين، المخصصة اليوم لسياسة الأمن الغذائي، إلى مواجهة بين عبد الإله بنكيران، وفريق الأصالة والمعاصرة(معارضة برلمانية)، انتهت بانسحاب رفاق بنشماس. وفي التفاصيل، أن الموقف بدأ في الاشتعال، عندما عبر بنكيران عن الأسف لما يقع حاليا في مصر، مذكرا بأن هناك من حاول القيام ببعض الأمور، التي أوصلت المغرب إلى " حالة من التذمر"، ملمحا إلى ،" أولئك الذين كانوا في الحكومة". وندد بما أسماه ب" المناورات، وبعض المؤامرات"، التي ينسجها البعض من خلال بعض الصحف والإذاعات"، للتشويش على الحكومة الحالية، وهي على مشارف اكتمال سنتها الأولى. وحينما سرت بعض الهمهمات وسط القاعة،علق بنكيران منفعلا: " اللي فيه الفز كيقفز"، خاصة عندما كان عبد الحكيم بنشماس،رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، يحرك أصابعه، موجها بعض الكلام غير المسموع لرئيس الحكومة. وتابع بنكيران: إن "أكبر خطر يتهدد المغرب ليس هو الأمن الغذائي، ولكن هذا النوع من الناس"، الذين وصفهم بأنهم" كانوا حتى الأمس القريب يتحكمون في البلاد"، مضيفا أن هؤلاء، ا هم من أخرجوا الشباب في 20 فبراير إلى الشارع،للدعوة للإصلاح،و لمحاربة الفساد والاستبداد. وشدد على أهمية الاحتكام للديمقراطية، وقال إن " أساليب المكر والخداع" لن تعيد أولئك الذين كان يقصدهم " إلى التحكم"، "لأن هذا غير ممكن"، و"لأنه لامصداقية لهم"، على حد تعبيره. وقال إن المغاربة يريدون الملك والاستقرار والإصلاح، منوها بما تبذله الحكومة من مجهود، وكشف في نفس الوقت عن مشروع يرعاه الملك شخصيا، وهو نقل الماء من الشمال إلى الجنوب. وعرج بنكيران على الجدل الدائر منذ مدة بخصوص الاقتطاع من أجرة المضربين، معبرا عن تمسكه بمبدأ الأجرة مقابل العمل، مبررا ذلك بأن له " غيرة على مال الدولة"، " ولن أقبل الانحراف"، حتى ولو أراد المغاربة انصرافه إلى حال سبيله فهو" مستعد" لهذا الأمر، على حد قوله. إلى ذلك،دافع بنكيران، عن السياسة العامة المتبعة للنهوض بالقطاع الفلاحي وتأمين الأمن الغذائي في البلاد، انطلاقا من مخطط المغرب الأخضر، ووفق استراتيجية مندمجة ومتكاملة. *تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية في البرلمان.